يحتضر الأسير الفلسطيني خضر عدنان في عيادة سجن الرملة الإسرائيلي بعد 68 يومًا من الإضراب المستمر عن الطعام، حسبما أفادت به زوجته وشقيقه.
دخل عدنان البالغ من العمر 44 عاما والعضو البارز في حركة الجهاد الإسلامي، في إضراب عن الطعام منذ لحظة اعتقاله من منزله في بلدة عرابة قرب جنين في 5 شباط/ فبراير.
ومنذ ذلك الحين، تدهورت صحته بشكل خطير، حيث قالت زوجته رندة موسى، في مؤتمر صحفي عقد في رام الله أمس الأربعاء، إنه تعرض للإغماء أكثر من مرة ويعاني من دوار شديد وضعف عام.
بتعرفوا شو يعني إنسان مضرب عن الطعام ٦٧ يوم، وأعضاءه الحيوية من قلب ودماغ تفقد كفاءتها الوظيفية ويكون معرض بأي لحظة يغادر الدنيا ويرتقي #شهيد ويترك خلفه أطفاله وزوجته وأهله؟! الأسير #خضر_عدنان يعاني هذا وأكثر في سجون العدو، كونوا صوتاً وعوناً للأسرى ولو بالكلمة وهذا أضعف الإيمان. pic.twitter.com/5cofDJYbHj
— Salwa Omar 🇵🇸 (@Salwaomar90) April 11, 2023
وأوضحت موسى:” زوجي يحتضر وإدارة السجون الإسرائيلية ترفض نقله إلى مستشفى مدني”، حيث يقبع في سجن الرملة الذي يفتقر إلى الحد الأدنى من المرافق الصحية، لقد طالبنا أكثر من مرة بنقله إلى المستشفى، لكن دائمًا ما كان يتم رفض الطلب “.
اعتقل عدنان 11 مرة على الأقل منذ عام 2004 وكان متحدثًا باسم الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية، وخاض الإضراب عن الطعام احتجاجا لخمس مرات أولاها كان احتجاجا على اعتقاله الإداري الأول عام 2004.
اتهامات ملفقة
احتجزت إسرائيل الشيخ خضر عدنان مرارًا وتكرارًا رهن الاعتقال الإداري على مر السنين، متذرعة بأسباب مثل “الأنشطة التي تهدد الأمن”.
وتقول عائلته، التي نفت دائمًا انخراطه في أي نشاط عسكري إن المدعين العامين الإسرائيليين قاموا بتلفيق عدة تهم ضده لسجنه دون أن يحول هذه المرة للاعتقال الإداري الذي يسمح لإسرائيل باحتجاز المعتقلين لمدة ستة أشهر قابلة للتجديد دون محاكمة.
لجأ خضر عدنان إلى الإضراب كطريقة لرفض الاعتقال، وتم تأجيل محاكمته عدة مرات منذ ذلك الحين.
وأوضح شقيقه محمد عدنان أن محاميًا من مؤسسة الضمير الحقوقية زار عدنان في عيادة سجن الرملة، حيث يُحتجز، يوم الثلاثاء وأطلع الأسرة على حالته الصحية.
وأشار محمد عدنان:” بالإضافة إلى الإغماء المتكرر، يعاني أخي من ضعف في السمع والبصر، وضغط شديد في الصدر، وتشنجات في جميع أنحاء جسده، وتقيؤ المادة الصفراء”.
وكان عدنان قد أغمي عليه يوم الاثنين وسقط أرضا وأصيب رأسه وأسفل كتفه، وظل ملقى على الأرض لفترة طويلة دون مساعدة من الحراس رغم وجود كاميرات مراقبة في زنزانته.
علاوة على ذلك، تعمد السجانون إزعاج الأسير خضر عدنان وحرمانه من النوم باقتحام زنزانته كل نصف ساعة وإشعال الضوء فيها، الأمر الذي دعا عائلته إلى المطالبة بنقله إلى مستشفى مدني.
ينشط خضر عدنان الذي يعيل أسرته من مخبز يمتلكه في دعم الأسرى الفلسطينيين ويشارك بانتظام في الفعاليات والأنشطة التي تنظم لدعمهم.
وناشدت زوجته منظمات حقوقية مختلفة، وخاصة المنظمات الدولية، للمساعدة في لفت الانتباه إلى قضيته والضغط على إسرائيل لإطلاق سراحه “قبل فوات الأوان”.
وقال قدورة فارس، رئيس نادي الأسير الفلسطيني، إن إسرائيل تتجاهل عمدا مطالب عدنان بالإفراج عنه من أجل إطالة أمد إضرابه عن الطعام ليصبح نموذج ردع للسجناء الفلسطينيين الآخرين.
ونفذ الأسرى الفلسطينيون 25 إضرابًا جماعيًا، بالإضافة إلى 410 إضرابًا فرديًا، كان آخرها إضراب عدنان.
وبحسب نادي الأسير الفلسطيني، فإن عدد الأسرى في السجون الإسرائيلية يبلغ حاليًا 4700 أسير، منهم 1000 معتقل إداريًا، فيما نفذت القوات الإسرائيلية ما لا يقل عن 1300 اعتقالًا منذ بداية العام الجاري.