حذر الجيش السوداني من اندلاع مواجهات مسلحة محتملة عقب انتشار قوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى من بينها مروي، دون موافقة الجيش.
وشهد الصراع على السلطة بين رئيس الدولة اللواء عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو تصاعدا في الأشهر الأخيرة، منذرا بالمزيد من التوتر بين الجيش وقوات الدعم السريع التي يقودها دقلو.
وعرقل التوتر توقيع اتفاق سلام مدعوم دوليًا لمرتين، بعدما كان من المقر حكومة مدنية سودانية وإطلاق انتقال جديد نحو الانتخابات في الأول من نيسان / أبريل.
حذّر الجيش #السوداني من نشوب صراع مسلح يقضي على "الأخضر واليابس" مؤكّدا سعيه لإيجاد الحلول السلمية بعد تجاوزات قوات #الدعم_السريع
والتي تواصل حشد قواتها في العاصمة #الخرطوم ومدن اخرى .
• بدوره ناشد #حزب_الأمة جميع الأطراف بتغليب سلامة الوطن ووحدته وسيادته، داعياً إلى "اجتماع… pic.twitter.com/Q2fRMVTGGY
— لمبّة (@lambaq8) April 13, 2023
وذكر بيان أصدره الجيش أن تحرك قوات الدعم السريع يمثل “انتهاكا واضحا للقانون”، مبيناً أن التحرك جاء دون “موافقة أو تنسيق مع” قيادة القوات المسلحة”.
وحذر الجيش من مغبة استمرار نشر القوات وإعادة تمركزها، قائلا أن ذلك سيؤدي حتما إلى “مزيد من الانقسامات والتوترات التي قد تؤدي إلى انهيار الأمن في البلاد”.
وجاء بيان الجيش رداً على بيان أصدرته قوات الدعم السريع في وقت سابق أعلنت فيه أن انتشارها في جميع أنحاء البلاد يمثل جزءاً من واجباتها العادية لضمان “الأمن والاستقرار ومكافحة الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية”.
صراع على السلطة
وشابت حالة من عدم الاستقرار التحالف القائم بين البرهان ودقلو، المعروف باسم حميدتي، منذ انقلاب أكتوبر 2021 الذي أخرج البرهان فيه المكون المدني من الحكومة واستبدله بالجيش.
ويتمتع القياديان بمصادر متعددة للسلطة والثروة، كما يحظيان برعاة دوليين مختلفين.
وتفضل مصر وبقايا نظام الحكم السابق البرهان، الذي يتولى أيضًا قيادة القوات المسلحة السودانية، ويسيطر على شركة الصناعات العسكرية المملوكة للدولة.
أما حميدتي، الذي كان ذات يوم زعيم ميليشيات الجنجويد سيئة السمعة في دارفور، فيسيطر على مناجم الذهب، ويتمتع بتأييد مؤثر في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
وتعود جذور التوترات الأخيرة إلى برنامج دمج قوات الدعم السريع في الجيش، وهي خطوة تمت الدعوة إليها في الاتفاق الإطاري للانتقال الجديد في السودان الموقع في كانون أول / ديسمبر.
وتدعو مسودة الاتفاق النهائية إلى إتمام عملية دمج القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بالإضافة إلى حركات التمرد السابقة في غضون 10 سنوات، بينما تتطلع القوات المسلحة السودانية إلى ألا تزيد عملية الاندماج عن عامين.
وفي آذار / مارس، تصاعد التنافس المحموم بين الجانبين، حيث دعا البرهان إلى دمج قوات الدعم السريع في الجيش بينما رد حميدتي محتدا بالقول إنه يأسف على مساعدة البرهان في انقلاب أكتوبر 2021.
وكان دبلوماسي غربي قد أوضح في آذار / مارس أن المحادثات لا تزال مستمرة حيث اختلف الجانبان حول كيفية دمج قوات الدعم السريع، والإطار الزمني وغير ذلك من الجوانب الفنية.