يتطلع السودانيون بأمل كبير إلى استمرار الهدوء في ظل تكدس قوات الدعم السريع بالقرب من مطار استراتيجي مع تزايد خطر الاشتباك مع الجيش السوداني الذي أصدر الخميس توبيخًا نادرًا لها.
واتهم الجيش القوات شبه العسكرية بالانتشار دون موافقته، والمخاطرة باحتمال نشوب مواجهات مسلحة بين الطرفين.
وأفاد أحد شهود العيان أن ما لا يقل عن 100 مركبة تابعة لقوات الدعم السريع دخلت مساء الأربعاء إلى مدينة مروي الواقعة على بعد 330 كيلومترًا شمال العاصمة وطوقت مطارها.
وأكد الشاهد الذي يدعى الطيب أحمد، أن هذه ليست المحاولة الأولى لتعبئة القوات في المدينة، مشيرا إلى وقوع أحداث مشابهة الأسبوع الماضي ولكن على نطاق أضيق.
وأضاف:” لكن هذه المرة وصلت قوات الدعم السريع بأعداد أكبر بكثير ورفضت المغادرة”.
وفي الخرطوم، قالت مصادر صحفية وشهود عيان إن قوات الدعم السريع شرعت بتعبئة واسعة لعناصرها داخل المدينة وفي ضواحيها.
وأوضح عصام الدين علي، أن العشرات من مركبات الدعم السريع شوهدت تتحرك من الضواحي الجنوبية للخرطوم باتجاه الشمال، في حين ذكر شاهد عيان آخر أن قافلة للقوات شوهدت وهي تخرج من قاعدتها في مدينة بحري المتاخمة للعاصمة.
وتصاعد الصراع على السلطة بين رئيس الدولة اللواء عبد الفتاح البرهان ونائبه رئيس قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف باسم “حميدتي” في الأشهر الأخيرة، مما خلق توترات بين القوتين العسكريتين.
وأدت التوترات إلى عرقلة توقيع اتفاق مدعوم دوليًا، كان مقررًا توقيعه في الأول من نيسان / أبريل، لتنصيب حكومة مدنية سودانية والمضي نحو إجراء الانتخابات.
مطار استراتيجي
ولم تأت التعبئة في مروي، وخاصة حول مطارها الذي تربض فيه طائرات سلاح الجو من قبيل الصدفة، حيث ذكر جنرال وخبير عسكري متقاعد إن سيطرة أي من الجانبين على المطار يمكن أن تحدد النصر في أي مواجهة عسكرية محتملة.
يمكن لقاعدة مروي الجوية أن تمنح تفوقًا للجيش على قوات الدعم السريع وهذا هو السبب في أن الأخيرة تريد تحييد الطائرات في الداخل “- جنرال متقاعد
وأوضح أن قوات الدعم السريع تملك وحدات برية قوية، وقد حصلت مؤخرًا على دبابات تابعة للجيش، ما يعني أنها قادرة على الدخول في معارك برية طويلة إذا تم تحييد التهديد الجوي.
ويضم مطار مروي مقاتلات مصرية استخدمت في التدريبات السودانية المصرية المشتركة عام 2020.
وتفضل مصر البرهان قائد القوات المسلحة السودانية في الصراع الدائر على السلطة بينه وبين حميدتي الذي كان يتزعم ميليشيات الجنجويد سيئة السمعة في دارفور، والذي يسيطر على مناجم الذهب، ويمتلك علاقات مع شخصيات مؤثرة في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
جهود الوساطة
ومع احتدام التوتر، سارع الوسطاء المحليون والدوليون إلى إطلاق محادثات بين الجانبين لنزع فتيل الانفجار، حيث أكد دبلوماسي غربي تلقي ردود فعل إيجابية من الجانبين حتى الآن.
كما انضمت الأحزاب السياسية السودانية والمتمردون السابقون إلى جهود الوساطة.
وفي بيان مشترك أوضح مالك عقار وجبريل إبراهيم وميني أركو ميناوي، قادة المتمردين وأعضاء مجلس السيادة السوداني إنهم انخرطوا في محادثات مع الجانبين.
وأوضح البيان أن الوساطة تهدف “لاحتواء الموقف وتجنب العواقب الوخيمة التي تهدد بلدنا”.
كما دعا تحالف قوى الحرية والتغيير الجانبين إلى الامتناع عن تصعيد الموقف، وحثهما على العودة إلى المفاوضات.