قبل أسابيع من موعد الانتخابات التركية المزمع عقدها في 14 آيار/ مايو المقبل، تم تحديث الآلاف من حسابات تويتر الناطقة بالروسية والهنغارية كمستخدمين أتراك، مما يزيد من احتمال التلاعب في الانتخابات من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
أفاد أحمد توران هان، المدير العام لشركة ديتيلر للاستشارات السياسية والأبحاث، أن شركته لاحظت قيام شبكة من مستخدمي تويتر، على الأرجح من الروبوتات، بتغيير هوياتهم مؤخرًا.
وقال هان: “لقد لاحظنا في الأشهر الماضية أنه تمت تحديث العديد من الحسابات التركية الحالية قبيل الانتخابات، وهو أمر طبيعي، إلا أن بعضها مثير للاهتمام بشكل خاص لأنها ليست تركية.”
وأضاف: “حُدثت حوالي 12 ألف حساب على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة الروسية والهنغارية بصفتها حسابات تركية، وهي الآن تتبع جميع الأحزاب والقادة السياسيين، حيث تم تحديث حوالي 10.000 منهم خلال الأسبوعين الماضيين”.
وأوضح هان أن 56% من هذه الحسابات كانت قد شاركت في الماضي محتوى باللغة الروسية، في حين شارك 28% منها محتوى باللغة المجرية والبقية شاركت المحتوى باللغة الإنجليزية.
وقال: ” لا بد وأن الحسابات المجرية كانت قد استخدمت على الأرجح قبل الانتخابات المجرية العام الماضي”.
يميل موقع تويتر التركي على وجه التحديد إلى التصيد وتصنيع الأخبار المزيفة لأن الأحزاب السياسية الرئيسية، سواء الحاكمة أو المعارضة، تدفع أجندتها من خلال ما يسمى بحسابات الروبوتات.
وكثيرًا ما يُلقى باللوم على روسيا، منذ الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016، في التدخل المزعوم في الانتخابات عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتسريبات.
أشارت الأبحاث السابقة التي أجريت في عام 2021 إلى أن ما نسبته 30 إلى 50% من الموضوعات الشائعة في تركيا مزيفة ويتم دفعها أساسًا عن طريق استخدام برامج الروبوت.
وقال تورولجان إلماس، باحث متخصص في تويتر يعمل لدى جامعة إنديانا، لوسائل الإعلام المحلية أنه على الرغم من أن 27% فقط من السكان يُعتقد أنهم يستخدمون تويتر في تركيا، إلا أن التضخيم مرتفع حقًا.
وأوضح إلماس أن المحتوى على تويتر ينتهي به الأمر عادة على المواقع الإخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي مثل واتس آب و ((eksi sozluk.
في عام 2020، أغلقت منصة تويتر حوالي 7340 حسابًا في تركيا، بدعوى أنها كانت تستخدم في “عمليات معلوماتية مرتبطة بالدولة”.
وقال هان إن إيلون ماسك قد أقال الفريق المسؤول عن مكافحة الأخبار المزيفة واكتشاف حسابات الروبوتات بعد فترة وجيزة من امتلاكه للمنصة العام الماضي، ولهذا السبب كان رد تويتر على هذه القضية محدودًا.
وأضاف: “إن الحسابات الناطقة بالروسية والمجرية صامتة حتى الآن، فهم يتبعون الأحزاب السياسية وكبار القادة فقط، لذلك لا يغردون.”
يُعتقد أن الحكومة الروسية كانت قد تدخلت في الشأن التركي الداخلي، خاصة بعد وقت قصير من محاولة الانقلاب عام 2016.
فقد تم نشر مقالين مزيفين من قبل مواقع الويب التي تسيطر عليها روسيا يزعمان تورط الولايات المتحدة في محاولة الانقلاب، مع عناوين مثل “مسؤول الأمن القومي الأمريكي يعترف بانقلاب تركيا”.
وأضاف هان أن مرشحي الرئاسة التركية رجب طيب أردوغان وكمال كيليجدار أوغلو ومحرم إنجه لديهم أتباع آليون، إلا أن انجه مثير للاهتمام بشكل خاص لأن حسابه والمواضيع الشائعة المرتبطة بحملته موبوءة بالحسابات الروبوتية”.
فعلى سبيل المثال، فقد إنجه 300 ألف متابع في آخر 20 يومًا، لكن سرعان ما تم استبدالهم بحسابات روبوتية.
شارك أوغور بويراز، الأمين العام لحزب المعارضة IYI، في وقت سابق من هذا الأسبوع لقطات من حسابات الروبوت التي تابعت قناته على تويتر، والتي ألقى باللوم فيها على الحكومة.
وقال هان إن حسابات الروبوت وحدها لا تعني أنها ستدفع قدما بحملة الشخص الذي تتابعه، موضحا: “لكن الأمر قد يكون بالاتجاه المعاكس، إذ يمكنها متابعة حسابات أخرى لإرسال رسائل غير مرغوب فيها وإغلاقها، أو لتقليل ظهورها على المنصة”.