في ظل استمرار القتال بين الفصائل العسكرية المتحاربة في السودان، يستميت المدنيون في البحث عن ملاذ خارج البلاد، حيث يحاول الكثير منهم الوصول إلى السعودية وأثيوبيا جيران السودان، وسط مخاوف على أرواحهم بعد ما لقي أكثر من 400 سوداني مصرعهم منذ اندلاع القتال قبل أقل من شهر.
إضافة إلى ذلك، شق عشرات الآلاف طريقهم نحو تشاد وجنوب السودان ومصر في الأيام الأخيرة، وأظهرت تقارير أن هناك زيادة 10 أضعاف في أسعار تذاكر الحافلات من الخرطوم إلى أرجين على الحدود مع مصر، ورغم وصول سعر التذكرة إلى حوالي 400 دولار، إلا أن هناك طوابير طويلة تنتظر عبور الحدود أياماً مع التعب والجوع بحثاً عن الأمن!
وقد نقلت مصادر صحفية شكاوى السودانيين على الحدود من التضيقات التي تفرضها السلطات المصرية، الأمر الذي تسبب بما اعتبروه “أزمة انسانية ضخمة”، مع وجود ما يقرب من 400 حافلة في كل منها 50 راكباً على الأقل، بينهم الكثير من الأطفال والنساء وكبار السن، في نقطة حدودية تفتقر إلى الخدمات الأساسية.
تسبب هذا الضغط الحدودي في توجه العديد من السودانيين إلى السعودية عبر بورتسودان على ساحل البحر الأحمر، ليصلوا مدينة جدة عبر البحر، في رحلة بحرية استغرقت 24 ساعة فقط، كما أشاد عدد منهم في الاستقبال والمعاملة السعودية، ما بين احتضان وتسليم ورود.
“لا علاقة للشعب السوداني بهذه الحرب، يجب على الحكومة البريطانية فتح طرق آمنة لهم” – سوداني مغترب في بريطانيا
مقابل ذلك، أشارت تقارير أخرى إلى أن السعودية تعطي الأولوية للمواطنين الأجانب وتعيد المواطنين السودانيين، إلا أن وزارة الخارجية السعودية أعلنت أنها استقبلت 2544 شخصاً قادمين من السودان، منهم 119 سودانياً والباقي من 74 جنسية أخرى، فيما أظهر مقطع فيديو نشرته قناة “الإخبارية” السعودية، عودة معتمرين سودانيين تقطعت بهم السبل بالسعودية العودة إلى السودان، دون توضيح سبب ذلك!
رحلة صعبة إلى إثيوبيا
من جانب آخر، يسعى آلاف المدنيين السودانيين جنوب شرق البلاد للوصول إلى إثيوبيا عبر مدينة القضارف، ولكن تواجه العديد منهم مشكلة التأشيرة، وقوائم انتظار طويلة للحصول عليها، بالإضافة إلى كون الرحلة شاقة وتفتقر إلى الأمان على جانبي الحدود.
في ظل ذلك، دعا عدد من المراقبين التابعين للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إلى بذل المزيد من الجهد لمساعدة السودانيين الفارين من العنف، في إشارة خاصة إلى السلطات المصرية، التي يعاني السودانيين على حدودها، وإلى أثيوبيا التي ينتظر الآلاف صدور تأشيرتها.
ومن جهة أخرى، أشارت الحكومة البريطانية إلى عدم وجود نية لديها أو خطط آمنة لإدخال اللاجئين السودانيين كما فعلت مع الأوكرانيين من قبل، وهو أمر استنكره سودانيون مقيمون في المملكة المتحدة قائلين “لا علاقة للشعب السوداني بهذه الحرب، يجب على الحكومة البريطانية فتح طرق آمنة لهم”.