أغلقت السلطات التونسية منصة لدار نشر في معرض للأدب بالعاصمة تونس بعد أن صادرت كتابا يقارن الرئيس قيس سعيد بوحش فرانكشتاين، بعد دقائق فقط من إشادة سعيد بحرية الفكر.
وقال حبيب الزغبي، مدير دار الكتاب، لمحطة الإذاعة التونسية موزاييك إف إم، إن عرض دار النشر الخاص به أُغلق في الدورة السابعة والثلاثين لمعرض تونس الدولي للكتاب بسبب حيازة “كتاب غير مرخص”.
وجاء إغلاق المنصة مباشرة عقب تصريح سعيد للصحفيين خلال المعرض، قائلا: “من المهم تحرير التفكير لأننا لا نستطيع إنجاز أي شيء بأفكار جامدة”.
سحب كتاب "فرانكشتاين #تونس" للكاتب والروائي التونسي كمال الرياحي من معرض "تونس الدولي للكتاب" وغلق جناح "دار الكتاب للنشر" التي أصدرتهhttps://t.co/iIwbuJxFpl pic.twitter.com/U3KCFPgqcg
— Anadolu العربية (@aa_arabic) April 29, 2023
وأوضح رئيس اللجنة المنظمة للمعرض لوسائل إعلام محلية إن منصة دار الكتاب أغلقت بسبب عدم إدراج “فرانكنشتاين التونسي” في قائمة الكتب المرخصة للنشر.
قال الزغبي لموزاييك إف إم إنه من الشائع إحضار الكتب المنشورة حديثًا إلى المعرض، موضحا أن المحتوى لا يضر بأمن الدولة، بل يطرح أسئلة من الرئيس الأول الحبيب بورقيبة إلى سعيد.
ويشبه الكتاب الرئيس الحالي كوحش فرانكنشتاين، وهي شخصية ماري شيلي من رواية عام 1818، من وجهة نظر شعب رفض النظام السياسي في تونس بعد ثورة 2011.
منذ يوليو 2021، وتونس تعاني من أزمة سياسية واقتصادية، بعدما علق سعيد البرلمان من جانب واحد وحل الحكومة فيما أطلق عليه “الانقلاب الدستوري”.
وعلق أمين السنوسي، محلل تونسي مقيم في ستراسبورغ، على الحدث بالقول: ” إن المصادرة تمثل ما يدور حوله نظام سعيد”.
وأضاف: “لا يمكن أن تكون حرية التعبير ممكنة عندما يقوم الرئيس باعتقال خصومه وإبعاد الكتب والضغط على العدالة والشرطة”.
وبدوره، قال مؤلف الكتاب كمال الرياحي، وهو أستاذ في الأدب العربي بجامعة تورنتو، لوكالة فرانس برس إن السلطات التونسية “كانت تبحث عن ذريعة لحظر الكتاب”.
🟠مؤسسة دار الكتاب تؤكد غلق بعض الأجنحة في معرض الكتاب رفضا لقرار السلطات غلق جناحها، تضامنا معها ومصادرة كتاب "فرانكشتاين تونس".#تونس #قيس_سعيد #حرية #تفكير pic.twitter.com/1Giwvp4XlM
— Kashf Media – كشف ميديا (@KashfMedia) April 28, 2023
وشجب مركز القلم في كندا (PEN Canada) ، وهو تجمع أدبي عالمي، يوم الجمعة مصادرة الكتاب وقال إنه “مخيب للآمال بشكل خاص” بعد تصريحات سعيد حول حرية الفكر.
وأظهرت لقطات نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عدة ناشرين آخرين يغلقون أكشاكهم في المعرض تضامنا مع دار الكتاب.
وفي شباط/ فبراير، أفاد موقع ميدل إيست آي أن استمرار استيلاء سعيد على السلطة أدى إلى تعرض حرية التعبير للهجوم.
ففي ذلك الشهر، داهمت الشرطة منزل نور الدين بوطار، رئيس موزاييك إف إم، وفتحت إجراءات جنائية ضد محمد مهدي الجلاصي، نقيب الصحفيين التونسيين.