مع التوقف الملحوظ للتقدم في جهود التطبيع، لجأت إسرائيل إلى الضغط على المملكة العربية السعودية للسماح للفلسطينيين الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية بالسفر مباشرة إلى المملكة لأداء مناسك الحج والعمرة، في خطوة محتملة نحو المضي قدما في تطبيع العلاقات.
وفي مقابلة مع راديو الجيش الإسرائيلي، قال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين يوم الأربعاء إن بلاده تتابع طلبًا سابقًا للسماح للرحلات الجوية.
وأضاف: “هذه المسألة قيد الدراسة، لا أستطيع أن أخبرك ما إذا كان هناك أي تقدم، لكنني متفائل بأننا نستطيع تحقيق السلام مع السعودية “.
ووضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو توسيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية في مقدمة أولويات حكومته الجديدة عندما وصلت إلى السلطة العام الماضي.
وفي كانون الأول/ ديسمبر، توجه نتنياهو إلى التلفزيون السعودي الرسمي ليعلن أن التطبيع هو مفتاح السلام بين إسرائيل وفلسطين.
وخلال الصيف الماضي، بدا أن إسرائيل والمملكة العربية السعودية يقتربان من سلسلة من الصفقات التي يمكن أن تمهد الطريق لإقامة علاقات دبلوماسية رسمية في المستقبل.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن، قد أعلن خلال زيارته للمملكة في حزيران/ يوليو، عن اتفاق بين إسرائيل ومصر والمملكة العربية السعودية لنقل السيطرة على جزيرتي البحر الأحمر تيران وصنافير من مصر إلى السعودية، بموافقة إسرائيل.
وبالمقابل، سمحت المملكة العربية السعودية لشركات الطيران الإسرائيلية بالتحليق فوق مجالها الجوي.
لكن تقدم العلاقات شهد تباطأ ملحوظا حيث أفاد موقع أكسيوس أن نقل الجزيرة في البحر الأحمر تم تأجيله بسبب مخاوف مصرية.
وفي كانون الثاني/ يناير، قال وزير الخارجية السعودي إن المملكة لن تطبع العلاقات مع إسرائيل حتى يتم منح الفلسطينيين دولة.
وعرقلت المملكة العربية السعودية فعليًا خطة سابقة للسماح لكوهين بحضور مؤتمر للأمم المتحدة في المملكة برفضها “مناقشة جدية” لتفاصيله الأمنية، وفقًا لتقرير موقع أكسيوس في آذار/ مارس.
وفي غضون ذلك، تصاعدت التوترات في الضفة الغربية المحتلة منذ أن شنت القوات الإسرائيلية سلسلة من المداهمات على المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة، أدت لتنديد شديد بالاعتداءات الإسرائيلية من قبل الدول العربية بما في ذلك السعودية.
تفاوض نتنياهو على اتفاقيات ابراهيم لعام 2020 والتي شهدت قيام إسرائيل بتأسيس علاقات مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب والسودان بدعم من الولايات المتحدة.
ويرى بعض المحللين أن اعتماد رئيس الوزراء الإسرائيلي على حلفاء اليمين المتطرف في حكومته الجديدة يعقد جهود تمديد الاتفاقات.
وقد أعربت الرياض عن استعدادها للتعامل مع إسرائيل، لكنها تطلب في المقابل ضمانات أمنية من الولايات المتحدة ومساعدتها في برنامجها النووي.
وفي الآونة الأخيرة، كان قرار المملكة العربية السعودية بإعادة العلاقات مع إيران في صفقة توسطت فيها الصين آخر ضربة لجهود إسرائيل لمغازلة الرياض وعزل طهران.
كما أدى ذوبان الجليد في العلاقات الإيرانية السعودية إلى تقويض رقعة الشطرنج الجيوسياسية في المنطقة.
والآن، تتطلع الرياض إلى إبرام اتفاقيات سلام مع الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن وإعادة العلاقات مع حركة حماس، التي تحكم قطاع غزة المحاصر والتي تصنفها الولايات المتحدة وإسرائيل على أنها منظمة إرهابية.