من المتوقع أن يدلي أكثر من خمسة ملايين ناخب جديد بأصواتهم لأول مرة في انتخابات 14 أيار / مايو في تركيا.
ويمثل حجم مشاركة الناخبين الجدد عاملاً مهمًا في ترجيح كفة أي من المتنافسين الرئيسيين في سباق الانتخابات الرئاسية وهما الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان وزعيم المعارضة رئيس حزب الشعب الجمهوري العلماني كمال كيليتشدار أوغلو.
وفقًا لأوزر سينجار، مدير مؤسسة ميتروبول التركية لاستطلاعات الرأي، فإن 78% من الناخبين في الفئة العمرية 18-24 أعربوا عن اعتزامهم التصويت في الانتخابات، وهي نسبة تقل عن النسبة العامة للمقترعين والتي عادة ما تتجاوز الــ 80%.
وأوضح سنجار أنه، وفقا لاستطلاع نيسان / أبريل، فإن نصف الناخبين من الفئة العمرية 18-24 عامًا يفضلون كيليتشدار أوغلو بينما يمكن لأردوغان أن يحصل على حوالي 30% من أصواتهم.
وأضاف أن لدى الشباب في تركيا مخاوف بشأن مستقبلهم خاصة فيما يتعلق بحالة “عدم استقرار الوضع الحالي للاقتصاد التركي وجودة التعليم في البلاد.”
ولا تفكر زيبيك، وهي طالبة تبلغ من العمر 21 عامًا تدرس تصميم المنتجات الصناعية في جامعة مرمرة، بوضع السياسة والدولة على أجندة حياتها اليومية، وقالت:” لا أريد أن أتأثر بالسياسة كثيرًا”.
وتصر زيبيك، التي كانت تبلغ من العمر 16 عامًا عندما أجريت الانتخابات الأخيرة عام 2018 على أن مرشحها المفضل هو كيليتشدار أوغلو.
ووصف صديقها، كان إيروغلو، 21 عامًا، وهو طالب جامعي يدرس الرياضيات بجامعة بوغازيتشي، الانتخابات بأنها “نقطة تحول حاسمة للبلاد”، مشيرا إلى أنه يفكر في مغادرة تركيا.
وأضاف إيروغلو:” نحن منقسمون كثيرًا ونحتاج إلى الوحدة مرة أخرى”، معتقداً أن “كيليتشدار أوغلو هو الرجل الذي يحقق هذه الوحدة “.
أما زيبيك عبرت عن رأيها بالقول: “المهم بالنسبة لي في هذه الانتخابات هو إنهاء الظلم والقسوة التي نتعرض لها منذ فترة”.
وأضافت:” أعتقد أن ما يتوق إليه الناخبون الشباب هو الحصول على ما يعملون من أجله وعدم معاملتهم بشكل غير عادل، فعندما نبذل جهدًا من أجل شيء ما، فلا بد لنا من الحصول عليه”.
وتابعت:” تدفعنا رؤية الأشخاص غير الناجحين في مواقع أفضل منا إلى الجنون”.
“مشاعر قومية”
وفي ظل حالة الاستقطاب السياسي الحاد، يتشارك الشباب في تركيا ذات المخاوف تجاه الأزمة الاقتصادية وجودة التعليم وآفاق العمل، حيث تنافس أردوغان وكيليتشدار أوغلو على أصوات الشباب في السنوات الأخيرة.
وسعت الحكومة إلى جذب المواهب الشابة إلى معرض تكنوفست، وهو الحدث التقني الأوسع في تركيا والذي عرض فيه الطائرات بدون طيار التي اشتهرت تركيا بإنتاجها في السنوات الأخيرة.
“يعرف كيليتشدار أوغلو بأنه خاسر، لقد كان زعيم المعارضة لأكثر من عقد ولم يتغير شيء في تركيا” – فرقان، طالب تركي.
تحول المعرض إلى فرصة للحكومة لإظهار قدرتها على توليد الأفكار الملهمة للشباب في مجالات التكنولوجيا المتطورة.
وقال سنجار:” أردوغان يخاطب المشاعر القومية للجيل الجديد من خلال حملته التي تركز على صناعة الدفاع”.
وأضاف أن “التطورات التكنولوجية مثل صناعة الدفاع تظهر أيضًا جهدًا لزيادة الناخبين الشباب، مع توقعات إيجابية للمستقبل مع أردوغان “.
في المقابل، يسعى كيليتشدار أوغلو البالغ من العمر 74 عامًا إلى جذب شعور الشباب بوعود الحرية والتغيير والالتزام بالمعايير العالمية.
وخلال حملته الانتخابية، شوهد زعيم المعارضة وهو يقوم بعمل رموز تعبيرية لشكل القلب بيديه ويخبر الشباب أن يوسعهم انتقاده كيفما شاءوا دون خوف.
وتدرك باشاك، 20 عامًا، وهي طالبة طب في جامعة بيروني في إسطنبول الصعوبات التي تمر بها البلاد، لكنها واثقة من أن صوتها سيذهب إلى أردوغان.
وقالت الطالبة التي ستقترع للمرة الأولى:” في ظل هذا الاضطراب الاقتصادي، سيكون الأمر الأهم هو تحسين ظروف المعيشة وفرص العمل”.
وبالنسبة لباشاك، يظل أردوغان وحزبه العدالة والتنمية الخيار الأفضل لتحسين حالة الاقتصاد “على الرغم من أخطائهم” في السلطة.
وأضافت:” إنني أوازن الأمر من الجانب العملي أكثر من العاطفي، ولا أعرف كيف يمكن للتحالف السداسي المعارض أن يفي بما وعد به، إنهم سطحيون جدا فيما يحاولون القيام به”.
“الخاسر”
ومع ذلك، لا يبدو كل الدعم المقدم لـكيليتشدار أوغلو مثيرا للحماس والتفاؤل.
إذ لا يعتقد فرقان، 21 عامًا، الذي يدرس الهندسة الصناعية في جامعة كولتور، أن كيليتشدار أوغلو هو ما يريده الناس بالفعل، لكنه سيصوت له رغم ذلك.
وقال فرقان إن زعيم المعارضة يفتقر إلى الكاريزما التي جعلت من أردوغان عملاقًا سياسيًا هائلًا في السياسة التركية.
وأضاف:” يقول الناس إن أحد أكبر أسباب بقاء أردوغان في السلطة لفترة طويلة، والفرصة التي مازالت لديه للفوز في الانتخابات المقبلة هو ضعف المعارضة التي يقودها كيليتشدار أوغلو”.