يشعر المسؤولون الإماراتيون بالصدمة بعد مطالبة الولايات المتحدة أبوظبي بدفع ثمن المساعدة العسكرية التي تلقتها للتصدي لهجمات مسيرات الحوثيين عام 2022، حسبما أفاد موقع “أكسيوس” نقلاً عن مسؤولين إماراتيين وأمريكيين.
وفي كانون الثاني/ يناير الماضي، استهدف هجوم بطائرة مسيرة تبناه الحوثيون منشأة نفطية في أبو ظبي، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص بينهم باكستاني واثنين من الهند.
وعقب الهجوم، عقد ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، الذي أصبح الآن حاكم الإمارات العربية المتحدة، اجتماعًا طارئًا مع قادته العسكريين لتحديد الإجراءات الفورية التي يجب اتخاذها من أجل الدفاع عن الإمارة من هجوم محتمل آخر.
ووفقًا لتقرير أكسيوس، ارتأى الجيش الإماراتي أن أفضل طريقة للدفاع هي استخدام المقاتلات التابعة للقوات الجوية الإماراتية في جميع الأوقات، الأمر الذي يتطلب توفير معدات إعادة التزود بالوقود التي تمتلكها الولايات المتحدة.
وبدورها، قامت الولايات المتحدة بتزويد الطائرات المقاتلة الإماراتية بالوقود عدة مرات كمساعدة عسكرية لها لمواجهة الهجمات.
وبعد عدة أيام من الهجوم الثاني على أبوظبي، عقد الملحق العسكري في السفارة الأمريكية اجتماعاً مع كبار المسؤولين العسكريين الإماراتيين وسلمهم فاتورة تكاليف إعادة التزود بالوقود.
أثار الطلب الأمريكي حفيظة الإماراتيين الذين اعتبروه مسيئاً للغاية، حيث نقل أكسيوس عن المسؤولين الإماراتيين القول أنهم اعتبروا الطلب الأمريكي دليلاً جديداً على شعور محمد بن زايد المتزايد بأن الولايات المتحدة قد تخلت عنهم في وقت الحاجة.
لكن مسؤولين أمريكيين في البيت الأبيض والبنتاغون أبلغوا الموقع أن الطلب كان خطأ وأعربوا عن أسفهم.
وقال ديريك شوليت مستشار وزارة الخارجية “الشيخ محمد كان مستاءً لأسباب مفهومة”.
وأضاف شوليت أنه شعر بالضيق لأن تقديم الفاتورة جاء بعد انقضاء الكثير من الوقت على توفير المساعدة العسكرية للإمارات، وتابعت:” بالتأكيد أخذنا الأمر على محمل الجد وشعرنا أننا استجبنا لأصدقائنا الذين احتاجوا إلينا”.
وكانت الحادثة قد وقعت إبان مرحلة تدنى فيها دفء العلاقة بين الولايات المتحدة وحليفتها الإمارات العربية المتحدة.
وخلال العام الأول لإدارة بايدن، أعربت الإمارات عن عدم ارتياحها لما اعتبرته تراجع التزام واشنطن بأمن شركاء الولايات المتحدة في المنطقة.
كما أعربت الإمارات عن شعورها بالإحباط إزاء الوتيرة البطيئة والظروف المتعلقة بإتمام صفقة F-35 التي لم تتم بعد.
وفي ديسمبر 2021، قالت أبو ظبي إنها ستعلق مفاوضات الصفقة في ظل وجود نقاط شائكة رئيسية ترتبط بعلاقة الدولة مع الصين، بما في ذلك استخدام تقنية Huawei 5G.
وفي مارس 2022، قال السفير الإماراتي لدى الولايات المتحدة إن العلاقة بين البلدين تمر بـ “اختبار ضغط”.
واستغرق الأمر شهورًا حتى بدأ العمل على إصلاح العلاقات بين البلدين، وقد ساهم اجتماع بايدن مع محمد بن زايد في جدة بالمملكة العربية السعودية في تموز / يوليو الماضي في ذلك.