اقتحم عشرات المستوطنين، صباح اليوم الخميس، باحات المسجد الأقصى المبارك، بحماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية أن أعدادًا كبيرة من المستوطنين اقتحموا المسجد على شكل مجموعات متتالية، وأدوا طقوسًا تلمودية وتجولوا بشكل استفزازي بأنحاء المسجد.
وأضافت المصادر أن الشرطة الإسرائيلية قامت بإخلاء المصلى القبلي من المصلين الفلسطينيين بعد صلاة الفجر لتأمين اقتحام المستوطنين.
#يحدث_الآن تدنيس مستمر .. المستوطنون يواصلون اقتحام المسجد الأقصى المبارك بأعداد كبيرة تزامناً مع مسيرة الأعلام الاستيطانية التي من المقرر إقامتها اليوم وسط صمت عربي واسلامي مخيف وكأنما حال العالمين العربي والإسلامي كالنعامة تدس رأسها في التراب!! pic.twitter.com/l6qxeEvf6C
— سالم ربيح (@SalemRopi) May 18, 2023
وفي السابعة صباحًا بالتوقيت المحلي، تم فتح باب المغاربة المؤدية إلى باحات الأقصى حيث اقتحم مئات المستوطنين المكان المقدس.
وتأتي اقتحامات المستوطنين المتكررة، ضمن محاولات الاحتلال فرض مخططات التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى، وتزامنًا مع مسيرة الأعلام، حيث يقود الاقتحامات أعضاء “كنيست” متطرفين منهم “يهودا بن غليك”.
وكان من بين المستوطنين الذين اقتحموا المسجد الأقصى العديد من المشرعين بما في ذلك وزير تطوير النقب والجليل يتسحاق فاسرلاف، الذي ينتمي إلى حزب “القوة اليهودية” اليميني المتطرف.
كما شارك في الاقتحام ثلاثة نواب من حزب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الليكود: دان إيلوز، وأميت هاليفي، وآرييل كالنر.
ووفقا لاتفاقيات دولية استمرت لعقود، تُحظر الزيارات والصلاة وأداء الطقوس الدينية من قبل غير المسلمين في المسجد الأقصى.
وعلى الرغم من أن العديد من اليهود يعلمون أن اتفاقية الوضع الراهن تنص على تجنب أداء الصلاة اليهودية في المسجد الأقصى، إلا أن الإسرائيليين اليمينيين المتطرفين، وغالبًا ما يكونون من المستوطنين، قد انتهكوا بشكل متزايد هذه القواعد المدعومة من القوات الإسرائيلية.
وتعد مسيرة الأعلام السنوية عرض يميني متطرف مرتبط بالعنف ضد الفلسطينيين، وإظهار التحريض، والهيمنة اليهودية، والعنصرية.
وخلال المسيرة، التي تعد جزءاً من عطلة “يوم القدس” لإحياء ذكرى احتلال المدينة عام 1967، يضطر الفلسطينيون إلى إغلاق متاجرهم والبقاء في منازلهم.
وفي العام الماضي، هاجم الإسرائيليون المتطرفون وقوات الشرطة الفلسطينيين خلال المسيرة وهم يهتفون بعبارات عنصرية ومعادية للإسلام، بما في ذلك “الموت للعرب” و “محمد مات”.
وأصيب ما لا يقل عن 79 فلسطينيا بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط وتعرضوا للضرب والرش برذاذ الفلفل في الهجمات.
يُنظر إلى المسيرة على أنها تعزز مطالبة إسرائيل بالمدينة بأكملها، بما في ذلك الأحياء ذات الغالبية الفلسطينية في القدس الشرقية، والتي يعترف المجتمع الدولي بأنها محتلة.
تأتي مسيرة الأعلام هذا العام بعد أقل من أسبوع من التوصل إلى اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركات المقاومة الفلسطينية في غزة، بعد خمسة أيام من الغارات الجوية الإسرائيلية التي قتلت ما لا يقل عن 33 فلسطينيا، بينهم ستة أطفال وثلاث نساء.