توفي 13 رضيعًا في العاصمة السودانية الخرطوم ليرتفع إجمالي عدد الأطفال الذين قضوا في دار للأيتام إلى 50 على الأقل منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل / نيسان.
وقال أحد الأطباء المسؤولين في ملجأ ميغوما الحكومي للأيتام لرويترز إن الأسباب الرئيسية للوفاة هي سوء التغذية والجفاف والالتهابات، حيث عانى المركز من نضوب الموارد في ظل القتال الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.
الموت يسلك طريقه إلى دار المايقوما.. أكبر دار أيتام في السودان حيث مات عشرات الأطفال جراء الاشتباكات. pic.twitter.com/AGzy0utkm1
— AJ+ عربي (@ajplusarabi) May 30, 2023
وبحسب ما ورد، فإن معظم الوفيات هم من حديثي الولادة وآخرين دون العام الواحد من أعمارهم.
وقالت هبة عبد الله، إحدى اليتيمات نزيلات الملجأ سابقاً لرويترز، إن مشهد موت الأطفال كان “مرعبا ومؤلما”، موضحةً أن أعداد الوفيات “ظلت تتزايد منذ أسابيع”.
وفي 16 أيار/ مايو، أطلقت منظمة “حضرين” غير الحكومية نداءً لجمع التبرعات عبر موقع فيسبوك لمساعدة المركز، الذي كان يعاني أصلاً قبل اندلاع القتال.
نفقد يومياً أطفالاً تتراوح أعمارهم بين 6 و18 شهراً كانوا يعانون من نفس الأعراض وهي ارتفاع درجة الحرارة، وبعد أربع ساعات تذهب النفوس البريئة إلى الله الذي هو أكرم منا” – منظمة حضرين غير الحكومية
وأدى الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي بسبب القتال إلى تسريع نفاد الموارد في المركز الذي يعمل فيه 20 موظفاً يعتنون بـ 400 طفل.
كما تسبب نقص تكييف الهواء وسط درجات الحرارة العالية في ارتفاع درجة حرارة الغرف ومنع الموظفين من تعقيم المعدات، وعانى المركز كذلك من نقص في الموظفين بسبب القتال.
وقالت رويترز إنه تم الإبلاغ عن مزيد من الوفيات خلال عطلة نهاية الأسبوع في دار الأيتام الواقعة وسط نيران القتال في الخرطوم.
وفي أعقاب انفجار في مبنى مجاور، اضطر الموظفون إلى إجلاء الأطفال من إحدى الغرف إلى جزء آخر من المبنى المكتظ أساساً.
التهديد بأزمة إنسانية
واندلع القتال في 15 نيسان / أبريل واستمر في المدن السودانية الكبرى على الرغم من اتفاقيات وقف إطلاق النار المتكررة.
ويشكل أطفال ميغوما القتلى جزءًا من العدد المتزايد للقتلى في الحرب التي أودت بحياة ما لا يقل عن 700 شخص وتشريد 1.3 مليون آخرين، وفقًا للأمم المتحدة.
ومع انهيار نظام الصحة العامة الهش بالفعل تحت وطأة الحرب، يحذر الأطباء وعمال الإغاثة من كارثة إنسانية وشيكة الوقوع حيث كان ثلث السكان السودانيين بحاجة إلى المساعدة أصلاً قبل اندلاع القتال، وفقاً للأمم المتحدة.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن ما يقدر بثلثي المستشفيات في الخرطوم أغلقت منذ بدء القتال، فيما تعاني بقية المشافي من الغارات والنهب الأمر الذي ترك المرضى المصابين بأمراض مزمنة دون علاج.
وفي أواخر نيسان/ أبريل، أدى إخلاء أكبر مستشفى للولادة في السودان إلى مقتل تسعة أطفال بسبب نقص سيارات الإسعاف المجهزة بشكل كافٍ في الوقت الذي قال فيه تقرير لنيويورك تايمز أن القتال أدى إلى زيادة حالات الولادة المبكرة في أوساط السيدات الحوامل في البلاد.