في فضيحة جديدة لقوات الدعم السريع.. اقتحام متحف وتصوير مومياوات أثرية والادعاء بأنها من ضحايا حكم عمر البشير!

داهم مقاتلون من قوات الدعم السريع السودانية متحفًا في الخرطوم، وعبثوا في الرفات البشرية القديمة المعروضة فيه، معلنين أنها تعود لضحايا الرئيس السابق عمر البشير وإدارته.

وفي مقطع فيديو نُشر يوم الجمعة، شوهد الجنود وهم يدخلون مختبر إم بولهايم للآثار الحيوية في العاصمة السودانية، ويتفقدون العظام والهياكل العظمية التي يعتقد أنها تعود إلى ما بين 3300 و 3000 عام قبل الميلاد.

ويظهر الفيديو مقاتلي قوات الدعم السريع وهم يزعمون، بينما كانوا في طريقهم إلى الموقع، أن “الجثث” هي “عمل كايزان”، وهو مصطلح يُستخدم لوصف أي شخص مرتبط بالبشير الذي وصل إلى السلطة في انقلاب عام 1989 وتمت الإطاحة به في نيسان/ أبريل 2019 بعد انتفاضة مطالبة بالديمقراطية.

وتم تأسيس المتحف في الخرطوم من قبل الهيئة الوطنية السودانية للآثار والمتاحف والمتحف البريطاني في عام 2019.

ويعود تاريخ العديد من البقايا المعروضة إلى حضارة كرمة، التي ازدهرت في النوبة القديمة (أجزاء من شمال ووسط السودان حاليًا) والتي استمرت من حوالي 2500 قبل الميلاد إلى 1500 قبل الميلاد، ومملكة كوش (1070 قبل الميلاد – 550 م) المتمركزة على طول وادي النيل والمتعددة الأعراق حيث كان سكانها يتحدثون بأكثر من 100 لغة. 

كما تعد السودان أيضا موطناً لـ 200 هرم، وهو ما يقرب من ضعف العدد في مصر.

وفي مشهد يشبه أحداث أفلام هوليوود   (The Mummy)”المومياء” أو   (Night at the Museum)”الليل في المتحف”، أعلن الجنود أن “هذه كلها جثث” واستمروا في القول إنهم “سيدفنون الخوف “.

وقال محمد إمام، أحد سكان أم درمان، على فيسبوك، إنه نظرًا لأن العظام تعود إلى آلاف السنين، فهذه هي المرة الأولى التي “يكون فيها الكيزان بريئًا من القتل”.

واندلعت الحرب في السودان في 15 أبريل / نيسان، عندما شنت قوات الدعم السريع هجوماً على أهداف للجيش السوداني، بما في ذلك المقر الرسمي للحاكم الفعلي للبلاد، عبد الفتاح البرهان. 

وبالكاد توقف القتال منذ ذلك الحين، حيث يُعتقد أن الآلاف قد لقوا مصرعهم وأجبر 1.4 مليون على مغادرة منازلهم.

وقال معتز الفاتح إسماعيل، وهو فنان سوداني أن المؤسسات الثقافية لم تسلم من القصف المدفعي والغارات الجوية، مبينا أنه احتجز داخل متحف السودان الوطني لمدة 15 يومًا أُجبر خلالها على العيش على الماء والمواد التي يستخدمها بفنه وعلى الليمون الذي كان يقطفه من شجرة قريبة.

وفي 26 نيسان/ أبريل، لفتت سارة عبد الله خضر سعيد، مديرة متحف التاريخ الطبيعي في السودان، الانتباه إلى الخطر الجسيم الذي تواجهه متاحف البلاد بسبب الحرب، وكتبت في رسالة “المتاحف الآن بلا حراسة أو رقابة لحمايتها من النهب والتخريب”.

وأشارت سعيد إلى تعرض المتحف الوطني والمتحف الإثنوغرافي ومتحف القصر الجمهوري ومتحف التاريخ الطبيعي للخطر، حيث تقع جميعها في وسط الخرطوم.

ويُعتقد أن مقاتلاً من قوات الدعم السريع هو من التقط مقطع فيديو “الجثث” للترويج لفكرة  إن فكرة أن الحرس القديم للبشير – الكايزان – هم الذين يدعمون البرهان والجيش.

مقالات ذات صلة