دعا وزير الطاقة الإسرائيلي يسرائيل كاتس حكومته إلى معارضة جهود المملكة العربية السعودية لتطوير برنامج نووي مدني، واضعاً بذلك عقبة جديدة في طريق محاولة الرياض الواضحة لربط الحصول على التكنولوجيا النووية بتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وقبل يوم واحد فقط من زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين إلى الرياض، أوضح كاتس في حديث لقناة Ynet TV يوم الاثنين أنه من الطبيعي أن “لا تشجع إسرائيل مثل هذه الأشياء”.
وتتودد إسرائيل والولايات المتحدة إلى الرياض لتطبيع علاقاتها مع تل أبيب، لكن مصادر مطلعة أشارت إلى أن الرياض تريد مقابل ذلك ضمانات أمنية أمريكية، والمساعدة في تطوير برنامج نووي مدني، وتقليل القيود على مبيعات الأسلحة.
ويعد كاتس أكبر مسؤول إسرائيلي يعلق حتى الآن على مطالب الرياض، بعدما قال تساحي هنغبى، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي الأسبوع الماضي، إن أي صفقة بين المملكة والولايات المتحدة في شأن البرنامج النووي السعودي لن تحقق تقدمًا دون مساهمة إسرائيل.
ولا تملك إسرائيل حق النقض (الفيتو) على نقل التكنولوجيا الأمريكية، لكن واشنطن تتشاور منذ فترة طويلة مع أقرب حليف لها في الشرق الأوسط بشأن قضايا الأمن والدفاع لضمان احتفاظ إسرائيل” بتفوق عسكري نوعي” على الدول العربية.
وفي وقت سابق، ذكر يوئيل جوزانسكي، الخبير في الشؤون الخليجية بمعهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي ومقره تل أبيب إنه سيكون من الخطأ أن تذعن إسرائيل للمطالب النووية السعودية.
وتابع:” إذا كان ثمن السلام هو منح المملكة العربية السعودية قدرات التخصيب، فأعتقد أنه سيكون ثمناً مرتفعاً للغاية، فمن يدري ما سيفعله محمد بن سلمان في غضون خمس سنوات أو حتى العام المقبل بهذه الورقة.”
وتحاول المملكة العربية السعودية تطوير برنامج نووي منذ سنوات كجزء من خطة رؤية 2030 الخاصة ببن سلمان، ويتطلع السعوديون إلى استخدام الطاقة النووية في الاحتياجات المحلية إضافة إلى تصدير اليورانيوم المخصب.
لكن الجهود السعودية لشراء التكنولوجيا النووية الأمريكية تعثرت بسبب رفض الرياض التوقيع على اتفاقية 123 مع واشنطن، والتي تتطلب من الدول الأجنبية التعهد بعدم تخصيب اليورانيوم، الأمر الذي دفع المملكة لاستكشاف سبل العمل مع الصين وروسيا في مجال الطاقة النووية.
ومن المرجح أن يكون للدعم الإسرائيلي للسعوديين دور حاسم في تطلعاتهم للحصول على دعم المشرعين الأمريكيين بشأن الملف النووي.
وتحظى مساعي توقيع اتفاق التطبيع بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل بدعم واسع من الحزبين في الكونجرس الأمريكي، لكن مطالب المملكة تضع ضغطًا كبيرًا على إدارة بايدن بينما يطالب أعضاء حزب الرئيس بتقليص العلاقة مع الرياض بسبب مخاوف تتعلق بحقوق الإنسان.
كما أعرب العديد من المشرعين الأمريكيين عن عدم ارتياحهم لطموحات السعودية النووية.
زيارة بلينكين لدعم التطبيع
وتأتي تصريحات كاتس في وقت حرج، حيث من المقرر أن يصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين إلى المملكة العربية السعودية يوم الثلاثاء.
وأخبر بلينكن المشاركين في مؤتمر لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (AIPAC)، يوم الإثنين، أن الولايات المتحدة لديها مصلحة أمنية وطنية حقيقية في تعزيز التطبيع بين إسرائيل والسعودية، وأنه سوف يتطلع إلى دفع التطبيع خلال زيارته.
وقال بلينكين:” نعتقد أنه يمكننا ويجب علينا أن نلعب دورًا في النهوض بالاتفاق، ليس لدينا أوهام بأن هذا يمكن أن يتم بسرعة أو بسهولة، لكننا ملتزمون بالعمل لتحقيق ذلك حتى خلال رحلتي إلى الرياض وجدة هذا الأسبوع”.
وإلى جانب المطالب المتعلقة بالإدارة الأمريكية، قالت السعودية سابقًا إنها لن تطبع العلاقات مع إسرائيل حتى يتم إنشاء دولة فلسطينية مستقلة، ولم يشر السعوديون علنًا إلى تغيير في هذا الموقف الذي أثار بلينكين الحديث عنه في مؤتمر اللوبي اليهودي الإثنين الماضي.
وقال بلينكن إن “علاقات إسرائيل المتعمقة مع جيرانها يمكن وينبغي لها أن تعزز رفاهية الشعب الفلسطيني وآفاق حل الدولتين”.