حتى لا يزوِّروا التاريخ! مصر تحظر علماء آثار هولنديين.. فما القصة؟

بقلم  ميرا العدم

ترجمة وتحرير نجاح خاطر

بعد زيارتها لمتحف هولندي هذا الأسبوع، حظرت السلطات المصرية العديد من علماء الآثار الهولنديون من القيام بأعمال التنقيب في مواقع رئيسية في البلاد.

وجاء القرار بالحظر بعد أن أثار معرض أقيم في المتحف الوطني للآثار (RMO) في ليدن غضب المسؤولين المصريين بسبب تطرق المعرض لتأثير مصر القديمة على الموسيقيين السود وإظهاره لعدد من المشاهير، بما في ذلك المطربين المشهورين ريهانا وبيونسيه، في ملابس تشبه الملكات المصرية القديمة.

ويركز المعرض الذي عقد بعنوان “كيميت”، كلمة مصرية قديمة تعني الأرض السوداء، ر على انعكاس مصر القديمة في الموسيقى، مثل الجاز والفانك والسول والبوب والريغي والراب.

ويعتقد العلماء أن اسم كيميت يشير إلى التربة الخصبة التي تركت عندما انحسر فيضان النيل في أغسطس.

تزوير التاريخ

لكن المسؤولين المصريين لم يستقبلوا المعرض بشكل جيد واتهموا المتحف والقيمين عليه بـ “تزوير التاريخ”.

وانتقد المسؤولون ما اعتبروه دعمًا لـ “النظرية الأفريقية المركزية” بأن الأفارقة ذوي البشرة السمراء هم الحكام الحقيقيون لمصر القديمة.

ومن جانبه، رد المتحف بالقول إن الحجة “لا أساس لها من الصحة”.

وقالت إدارة المتحف في بيان يوم الأربعاء: “للسلطات المصرية كل الحق في إنهاء تصريح الحفريات، فهذه أرضهم وتراثهم، لكن المتحف يعتبر أن الحجة الكامنة وراء هذا القرار غير صحيحة”.

وتضمن المعرض أعمالاً لعدد من المشاهير من بينهم إيدي ميرفي وإريكا بادو ولورين هيل، ممن استخدموا التأثيرات المصرية القديمة.

وقال مدير المتحف، ويم ويجلاند، إنه على الرغم من الشكاوى، وهجمة التعليقات السلبية على وسائل التواصل الاجتماعي التي وصفت المعرض بالعنصرية، لم يحضر أي مسؤول مصري لمشاهدة المعرض.

وأضاف: “لن نقدم أي اعتذار ولن نغير المعرض، أنا على استعداد لوضع لافتة مع تعليق مصري، لكن سيتعين عليهم المجيء ومشاهدتها أولاً”.

وبدوره، قال أمين المعرض، دانيال سليمان، وهو نصف مصري، إن ردود الفعل كانت نتيجة لتزايد القومية في مصر والمشاعر المعادية للسود.

وأضاف: “بالطبع، هناك حقيقة أن مصر القديمة غالبًا ما تم الحديث عنها دون إشراك المصريين المعاصرين، وخاصة من الغرب، وهذا الأمر لا يزال حساسا للغاية.

آراء منقسمة

تراوحت ردود الفعل على الإنترنت بين مؤيد ومعارض من أولئك المتعاطفين مع المتحف إلى أولئك الذين قالوا إن السلطات المصرية بالغت في رد فعلها على الأخبار، وحتى أولئك الذين يتهمون المعرض بـ “الاستيلاء الثقافي على التاريخ المصري”.

وكتب أحد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي أن العرض كان يهدف لإظهار التأثير المصري على الفن المعاصر، وتساءل عن سبب اعتباره مسيئًا.

وأشار مستخدم آخر إلى أن المعرض كان محاولة سافرة لسرقة تاريخ الشعوب الأخرى.

وتأتي معركة الكلمات بعد أسابيع فقط من انتقاد السلطات المصرية لتصوير كليوباترا في مسلسل نيتفليكس “الملكة كليوباترا”، مدعية أن تصويرها كأفريقية سوداء يُعد “تزويرًا للتاريخ”.

كما تم، في وقت سابق من هذا العام، إلغاء العرض الأول للفنان الكوميدي كيفن هارت في مصر بعد تدفق الغضب في البلاد بسبب التعليقات التي أدلى بها لدعم الحركة الأفريقية المركزية.

وتسعى الحركة إلى تعزيز الدور الذي لعبه السود في تاريخ وخلق الحضارة الغربية.

لكن منتقدي هارت اتهموه بتشويه التاريخ وسرقة العرب من ادعائهم بالماضي القديم للبلاد.

للإطلاع على النص الأصلي من (هنا)

مقالات ذات صلة