تعرضت أسعار النفط لضغوط جديدة يوم الاثنين، في ظل المعركة الشاقة التي تخوضها المملكة العربية السعودية لدعم النفط الخام في مواجهة الإنتاج الروسي الذي فاق التوقعات، وسط مخاوف بشأن صحة الاقتصاد العالمي.
وقال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان يوم الأحد في مؤتمر أعمال عربي صيني في الرياض: “نحن نعمل ضد مبدأ الريبة والظنون”.
قال وزير #الطاقة السعودي، عبد العزيز بن سلمان على هامش #منتدى_الأعمال_العربي_الصيني، إن #السعودية تعمل مع #الصين في قطاعات مختلفة ومتعددة كـ #النفط و #الطاقة_المتجددة.
وأكد الوزير أن #التكامل مع الصين هو المطلوب وليس #المنافسة، كما أكد أن الطلب على #النفط في الصين لا يزال في… pic.twitter.com/aL9K37g1x4
— CNBC Arabia (@CNBCArabia) June 11, 2023
انخفض سعر خام برنت، وهو المعيار الدولي، بنسبة 2.77 % صباح الاثنين بتوقيت شرق الولايات المتحدة ليصل إلى 72.72 دولارًا للبرميل، وسط مخاوف بشأن تراجع محتمل للتعافي الاقتصادي الأضعف من المتوقع للولايات المتحدة والصين بعد جائحة كورونا.
ومن اللافت أن الانخفاض جاء بعد القرار المفاجئ الذي اتخذته المملكة العربية السعودية في حزيران/ يونيو بخفض الإنتاج بمقدار مليون برميل يوميًا خلال الشهر المقبل، في محاولة لرفع الأسعار التي أطلق عليها عبد العزيز اسم “المصاصة السعودية”.
و يوم الأحد، أجرى بنك جولدمان ساكس ثالث مراجعة لتخفيض الأسعار لخام برنت في ستة أشهر، معلناً عن خفض توقعاته لأسعار ديسمبر إلى 86 دولارًا للبرميل بدلاً من 95 دولارًا، بينما كان محللو جولدمان أكثر تفاؤلاً بشأن أسعار النفط.
اكتسب عبد العزيز شهرة في انتقاده التجار الذين يراهنون على انخفاض أسعار النفط، وحذر المضاربين من أنهم سيكونون سيحترقون كالجحيم إذا شكوا في استعداده لدعم الأسعار، وفي حزيران/ يونيو وجه لهم رسالةً بأن “يكونوا حذرين” قبيل اجتماع أوبك+.
وكانت المملكة العربية السعودية في طليعة الدول التي تدفع أعضاء أوبك +، وهي مجموعة من منتجي النفط بقيادة السعودية وروسيا، من أجل خفض الإنتاج.
وعلى الرغم من خفض الإنتاج مرتين في ثمانية أشهر، انخفضت أسعار النفط بنسبة 40% من أعلى مستوياتها في أيار/ مايو 2022 عند 125 دولارًا للبرميل إلى حوالي 75 دولارًا.
استخدمت المملكة العربية السعودية المكاسب المفاجئة الأخيرة في عائدات النفط للمضي قدمًا في المشاريع العملاقة المصممة لتنويع اقتصاد المملكة بعيدًا عن الوقود الأحفوري.
ووفقًا لصندوق النقد الدولي، تحتاج المملكة العربية السعودية إلى سعر نفط يزيد عن 80 دولارًا للبرميل لموازنة ميزانيتها ومتابعة مشاريع مثل مدينة نيوم الضخمة التي تبلغ تكلفتها 500 مليار دولار بالإضافة إلى شركة طيران جديدة.
ويعتقد محللون أن عبد العزيز يتعرض لضغوط من أخيه غير الشقيق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لرفع الأسعار.
ويأتي الاتجاه النزولي للأسعار في الوقت الذي تحذر فيه وكالة الطاقة الدولية من أن التخفيضات التي تقودها السعودية قد تؤدي إلى تفاقم عجز النفط العالمي، مما يؤدي إلى ارتفاع التضخم.
وفي ذات الوقت، تخلت المملكة العربية السعودية عن حصتها في السوق في يونيو عندما خفضت 10% من إجمالي إنتاجها النفطي، لكن الانخفاض في أسعار النفط الخام يعني أن المملكة لم تكن قادرة على تعويض الخسارة في الإيرادات.
كما يؤدي ارتفاع الإنتاج في روسيا إلى تعقيد جهود المملكة العربية السعودية للحفاظ على شح المعروض.
وبسبب العقوبات الغربية الناجمة عن الحرب في أوكرانيا، تضطر روسيا لبيع النفط الخام بخصم كبير، وللتعويض عن أسعار السوق المنخفضة، تميل موسكو لإغراق السوق، حيث كانت صادرات روسيا من الخام في حدود 100 ألف برميل يوميًا فيما يشكل مستوى قياسياً في الأسابيع الأربعة حتى 4 حزيران/ يونيو، وفقاً لبيانات جمعتها بلومبرج.
وفي الأسبوع الماضي، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مكالمة هاتفية أشادا فيها بتعاونهما في أوبك + وسط تقارير عن انقسامات بين الرياض وموسكو بشأن إنتاج النفط.
وفي بيان صدر عن الكرملين، ناقش الزعيمان “بالتفصيل” كيفية ضمان الاستقرار في أسواق الطاقة العالمية.
وجاء في البيان: “شاد الجانبان بالتعاون في إطار أوبك + مما سمح باتخاذ خطوات فعالة في الوقت المناسب لضمان التوازن بين العرض والطلب على النفط”.