أعلنت شركة إنتل الامريكية العملاقة أنها سوف تنفق 25 مليار دولار على مصنع جديد لتصنيع الرقائق الإلكترونية في إسرائيل، في خطوة وصفها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنها أكبر استثمار أجنبي منفرد في البلاد.
أوضحت وزارة المالية الإسرائيلية أن “الاتفاق من حيث المبدأ”، يتضمن بناء المنشأة في مستوطنة كريات جات الجنوبية التي سوف يتم افتتاحها بحلول عام 2027، ومن جانبه أشار نتنياهو إلى أن “هذا عرض عظيم للثقة في الاقتصاد الإسرائيلي ويظهر قوة الاقتصاد الحر والاقتصاد التكنولوجي الذي بنيناه”.
♦️قررت شركـة ”انتل“ الاميركيـة العملاقـة للتكنولوجيا إنشاء مصنع جديد هو الثاني، في إسرائيل بتكلفة تقارب خمسة وعشرين مليار دولار، وهو مشروع بقيمـة لم يسبق لها مثيل وسيكون مصدر رزق لآلاف العمـال حيث سيتم توظيفهم بأجور أعلى من المتوسط في صناعة معالجة الرقائق بدءًا من عام 2027.
من… pic.twitter.com/0Qcj2ECFEG— جريدة القدس (@alqudsnewspaper) June 19, 2023
تعتبر إنتل بنظر الإسرائيليين “أقدم وأفضل صديق لإسرائيل في مجال التكنولوجيا العالية”
نتنياهو يعتبر هذا الإعلان انتصاراً كبيراً له، خاصة بعدما واجهته حكومته من انتقادات داخلية حول تعريض اقتصاد إسرائيل التكنولوجي للخطر بسبب إصلاحاته القضائية، بالإضافة إلى حكومته التي تضم يمينيين متطرفين يسيطرون على وزارات الدفاع والأمن القومي والمالية وغيرها، مما يدل على تنامي القوة الدينية اليمينية القادمة من مجتمع أرثودكسي متطرف ينمو بتسارع بسبب ارتفاع نسبة المواليد، ومن المتوقع بحلول عام 2065 أن يكونوا ثلث سكان إسرائيل.
رغم ذلك، يبقى الإصلاح القضائي لنتنياهو المسبب الأول للانتكاسة الإسرائيلية الداخلية، لا سيما داخل مجتمع التكنولوجيا، الذي بدأ يفكر العديد من رواده بترك إسرائيل والهجرة، ولذلك تأتي الصفقة في إطار طمأنة المجتمع التقني في إسرائيل، فقد أعلنت وزارة المالية أن ضرائب إنتل لإسرائيل سترتفع من 5 إلى 7.5%، فيما تحصل الشركة على منحة قدرها 12.8% من نفقاتها، في صفقة وصلت وصلت للمساتها الأخيرة.
شراكة قديمة
يذكر أن شركة إنتل تعمل في إسرائيل منذ السبعينات، وذلك من خلال مراكز تطوير وإنتاج فيها 12 ألف موظف من القوة العاملة في إسرائيل، على إثر ذلك تعرضت الشركة لانتقادات حركة المقاطعة BDS.
تعتبر إنتل بنظر الإسرائيليين “أقدم وأفضل صديق لإسرائيل في مجال التكنولوجيا العالية”، وفي عام 2017، استحوذت الشركة على شركة Mobileye الإسرائيلية والتي تهتم بصناعة تكنولوجيا لأنظمة القيادة الآلية في المركبات.
من جانب آخر، سوف يؤدي التواجد العميق للشركة في إسرائيل إلى مخاوف جديدة لدى واشنطن من علاقة إسرائيل الاقتصادية بالصين، والتي من الممكن أن تؤثر على “التقنيات الحساسة”، فقد أصبحت تقنية أشباه الموصلات، التي سوف تعمل بها إنتل في إسرائيل، خطاً رئيسياً للتنافس بين بكين وواشنطن، وهناك مؤشرات على أن الصين تتطلع إلى إسرائيل بحثاً عن التكنولوجيا.
تحت ضغط الولايات المتحدة، أنشأت إسرائيل عام 2019 هيئة حكومية من أجل فحص الاستثمارات الأجنبية الحساسة، لكن واشنطن لم ترضيها نتائج الهيئة، معتبرة “الآلية ضعيفة”، كما أن “هناك تباطؤ في الجانب الإسرائيلي”، الأمر الذي يزيد من مخاوف واشنطن تجاه حركة الصينيين.