تراجعت المملكة المغربية عن استضافة قمة “منتدى النقب” احتجاجاً على قرار إسرائيل توسيع بناء المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية المحتلة، وفقاً لتقارير صحفية متعددة.
ونقلت بلومبرج عن مسؤول مغربي، لم تذكر اسمه، القول أن الرباط أرجأت الاجتماع إلى أجل غير مسمى لتوجيه رسالة إلى إسرائيل بشأن خططها للتوسع الاستيطاني.
بسبب توسيع خطط الاستيطان الإسرائيلية.. صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية، كشفت أن حكومة #المغرب تراجعت عن قرار استضافة الاجتماع الوزاري الثاني لـ #منتدى_النقب الذي كان من المقرر عقده الشهر المقبل في الرباط. pic.twitter.com/nSZfRe4nfc
— الاستقلال – المغرب العربي (@estiklal_Maghrb) June 22, 2023
وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية قد تناولت موضوع إلغاء المنتدى في وقت سابق، وسط تضارب في الروايات بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة أو المغرب هي من ألغت عقد القمة.
وعقدت قمة النقب لأول مرة العام الماضي واستضافتها إسرائيل، وضمت كبار الدبلوماسيين من إسرائيل والإمارات والبحرين ومصر والمغرب والولايات المتحدة.
وكان من المقرر أن يستضيف المغرب القمة هذا العام، حيث عقدت الدول المشاركة سلسلة من الاجتماعات للتخطيط للقمة.
وتأجل اجتماع خاص بالقمة كان من المزمع عقده آذار / مارس على خلفية تصاعد التوتر في الضفة الغربية المحتلة مع تزامن عيد الفصح لدى اليهود مع عيد الفطر وشهر رمضان لدى المسلمين.
وذكرت أكسيوس في وقت سابق من الشهر الجاري أن المغرب طلب تأجيل الاجتماع في حزيوان / يونيو بسبب عطلة عيد الأضحى، حيث كان من المقرر عقد القمة في تموز / يوليو.
وأعلن مجلس الوزراء الإسرائيلي الأحد عن خطط للمضي قدما في بناء 4500 وحدة سكنية في المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية المحتلة.
ومُنح وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، وهو نفسه من المستوطنين، سيطرة كاملة على جميع مفاصل عملية التخطيط الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة.
وأقامت الإمارات والمغرب والبحرين علاقات رسمية مع إسرائيل عام 2020 كجزء من اتفاقيات أبراهام التي توسطت فيها الولايات المتحدة.
وتهدف قمة النقب إلى تعزيز التطبيع من خلال رفع مستوى التنسيق بين الدول في قضايا مثل الأمن والطاقة والسياحة والتعليم والأمن المائي.
وخلفت الدول المطبعة التقاليد المتبعة منذ عقود في العالم العربي، والتي كانت ترفض الاعتراف رسميًا بإسرائيل حتى يتم التوصل إلى حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
ومنذ توقيع اتفاقات التطبيع، تحرك المغرب بشكل سريع لتوسيع العلاقات التي كانت قائمة بشكل غير رسمي منذ عقود مع إسرائيل.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، ذكر كبير الدبلوماسيين الإسرائيليين في المغرب أن تل أبيب تدرس الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية المتنازع عليها، والتي قام بضمها بعد انسحاب إسبانيا منها عام 1975.
ومنذ ذلك التاريخ، احتدم نزاع المغرب مع جبهة البوليساريو، وهي حركة تحرر وطني تمثل الشعب الصحراوي الأصلي.
وعام 2020، اعترفت الولايات المتحدة بادعاء المغرب بالسيادة على الصحراء الغربية مقابل تطبيع الرباط للعلاقات مع إسرائيل، وهي خطوة مثلا انقلاباً دبلوماسياً كبيراً في مواقف الرباط.
وفي الآونة الأخيرة، بدت إسرائيل وكأنها تتودد إلى الرباط عبر التلويح بإمكانية الاعتراف بسيادة المغرب على المنطقة أيضًا.
وكان نجاح عقد القمة في دورتها الأولى إنجازاً مهماً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي عبّر عن قدرته على تحقيق التطبيع مع الدول العربية دون تقديم تنازلات للفلسطينيين، لكن تأجيل قمة المغرب أصبح أحدث مؤشر على أن إسرائيل تواجه تراجعًا في المنطقة العربية.
ويرأس نتنياهو حكومة من المتطرفين أسهموا في توجيه حكومته لدفع حدة التوتر مع الفلسطينيين إلى آفاق جديدة.
ويوم الاثنين، استخدمت إسرائيل طائرات هليكوبتر هجومية من طراز أباتشي في الضفة الغربية المحتلة لأول مرة منذ أكثر من 20 عامًا خلال غارة على جنين.
وتصاعد العنف منذ ذلك الحين مع مقتل أربعة مستوطنين إسرائيليين في إطلاق نار في الضفة الغربية.
وخلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، هاجم عشرات المستوطنين الإسرائيليين، تحت حماية الجنود، قرى في منطقة نابلس وبلدة ترمسعيا شمال رام الله، وأضرموا النيران في منازل ومركبات وأراضٍ زراعية، حيث أسفرت الاعتداءات عن ارتقاء الفلسطيني عمر أبو القطين (27 عاماً).