كشف تقرير صادر عن موقع بوليتيكو عن قيام الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين بالضغط على هيئة الرقابة المالية العالمية، مجموعة العمل المالي(FATF) ومقرها باريس، من أجل إزالة الإمارات من القائمة الرمادية لغسيل الأموال.
لم تؤثر القائمة الرمادية على كون الإمارات مصدراً جاذباً للأعمال، ففي نفس العام الذي كانت فيه الدولة مدرجة في القائمة الرمادية، اجتذبت أكبر أصحاب الملايين في العالم، وأصبحت دبي رابع أكثر أسواق العقارات الفاخرة نشاطاً في العالم
في مارس 2022، تم إضافة الإمارات إلى القائمة الرمادية لمجموعة العمل المالي ضمن 23 دولة أخرى، وذلك لفشلها في تلبية معايير المنظمة في مكافحة التهرب من العقوبات وتمويل الإرهاب وغسيل الأموال، فكانت الخطوة بمثابة ضربة للإمارات التي نصبت نفسها كأكبر مركز تجاري في الشرق الأوسط.
مؤخراً، أثار خبراء من مجموعة مراجعة التعاون الدولي (ICRG) التابعة لمنظمة العمل المالي، مخاوف بشأن موثوقية المعلومات التي قدمتها الإمارات كجزء من جهودها للخروج من القائمة، وتعتبر (ICRG) هي المسؤولة عن مراقبة التقدم الذي يتم إحرازه في الإمارات، وتستخدم تقاريرها لتحديد ما إذا كان يمكن رفع الإمارات من القائمة الرمادية، ومن المقرر أن تجتمع مجموعة العمل المالي في باريس خلال الأيام المقبلة لبحث ذلك.
من جانبه، أثار ممثل اللجنة البلجيكية، ميشيل فيرفلويت، مخاوف بشأن ما وصفته بوليتيكو بأنه ” توجه مقصود لتسريع إزالة الإمارات من القائمة رغم افتقارها إلى تقدم ملموس في القضاء على غسيل الأموال”، لكن تم رفض اعتراضات فيرفلويت وفقاً لبوليتيكو.
في الواقع، لم تؤثر القائمة الرمادية على كون الإمارات مصدراً جاذباً للأعمال، ففي نفس العام الذي كانت فيه الدولة مدرجة في القائمة الرمادية، اجتذبت أكبر أصحاب الملايين في العالم، وأصبحت دبي رابع أكثر أسواق العقارات الفاخرة نشاطاً في العالم، فقد استفادت من تدفق المواطنين الروس الذين يتطلعون إلى الهروب من العقوبات الغربية، ومن تداعيات حرب موسكو في أوكرانيا.
تعتبر الإمارات دولة ملكية وامنية بامتياز، فهي لا تتسامح مع أي معارضة كانت، ومع ذلك، يتوافد عليها الغرب والناس من الشرق الأوسط، بسبب تركيزهم على ارتفاع مستويات السلامة العامة والضرائب المنخفضة وأسلوب الحياة الساحر، كما أن حذفها من القائمة الرمادية يمثل فوزاً رمزياً لأبو ظبي التي اُستخدمت سمعتها في غسيل الأموال لدعم تخوفات جهات حقوقية من حقوق الإنسان فيها.
في مارس الماضي، كان بايدن نفسه قد وصف الإمارات بأنها “محط اهتمام” حيث تتطلع إلى خنق علاقات روسيا بالاقتصاد العالمي، لكن دعم الولايات المتحدة لشطب الإمارات من القائمة الآن قد يكون مؤشراً أولياً على أن واشنطن تتطلع إلى إصلاح علاقاتها التي تعرضت للتوتر مؤخراً مع الإمارات.
لطالما كانت الولايات المتحدة الشريك الأول للخليج تاريخياً، لكنها اليوم تواجه منافسة صينية متزايدة
ويأتي التوتر على خلفية انسحاب الأخيرة من قوة أمنية متعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة لحماية الشحن في منطقة الخليج، فقد جاء قرار الانسحاب، وفقاً لما كتبت وول ستريت جورنال، بعد شعور الإماراتيين “بالإحباط” مما اعتبروه رد فعل واشنطن الضعيف على مصادرة ناقلات النفط الإيرانية.
خلال يونيو الحالي، التقى مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، بنظيره الإماراتي، طحنون بن زايد، في واشنطن، وقد تحدثت قراءات صادرة عن البيت الأبيض عن “الشراكة الاستراتيجية” بين البلدين، في محاولة لرأب الصدع والتقليل من شائعات الخلاف، وجاء في بيان البيت الأبيض أن طحنون أشاد بشراكة الولايات المتحدة الأمنية والدفاعية القوية مع الإمارات.
لطالما كانت الولايات المتحدة الشريك الأول للخليج تاريخياً، لكنها اليوم تواجه منافسة صينية متزايدة، حيث ظهرت الصين كأكبر مشترٍ للنفط في المنطقة، وفي مارس، توسطت بكين في اتفاق لإعادة العلاقات بين إيران والسعودية.
للإطلاع على المادة الأصلية باللغة الانجليزية من (هنا)