السي آي إي تستخدم صور الحجاج المسلمين للدعاية لأنظمة الذكاء الصناعي في التعرف على وجوه الأعداء!

السي آي إي تستخدم صور الحجاج المسلمين للدعاية لأنظمة الذكاء الصناعي في التعرف على وجوه الأعداء!

كشفت تقارير صحفية النقاب عن استخدام وكالة المخابرات المركزية صورةً للحجاج المسلمين في الترويج للقدرات المتوقعة لتقنيات المراقبة والذكاء الاصطناعي الجديدة.

وافادت منظمات حقوقية ومنظمات المجتمع المدني إن استخدام الصورة سلط الضوء على مخاوف خطيرة بشأن توظيف الأدوات سريعة التطور مثل برامج التعرف على الوجه في نمط من الإسلاموفوبيا الذي كان سائداً داخل وكالات الاستخبارات وإنفاذ القانون، حيث تم تصوير المسلمين على أنهم تهديد.

وظهرت الصورة في عرض قدمه مسؤول كبير في مديرية الابتكار الرقمي بوكالة المخابرات المركزية عن أثر تحول وكالة التجسس إلى استخدام تقنيات التكنولوجيا السحابية على قدراتها في جمع المعلومات الاستخبارية.

وفي حديثه خلال مؤتمر للقطاع العام نظمته Amazon Web Services (AWS) عام 2018، بعد أربع سنوات على توقيع الوكالة عقدًا بقيمة 600 مليون دولار لخدمات الحوسبة السحابية مع عملاق التكنولوجيا عام 2014، قال شون روش الذي كان يشغل منصب نائب مدير وكالة المخابرات المركزية للابتكار الرقمي آنذاك أن “عصر الاستخبارات الاستكشافية يعني الذهاب إلى أماكن غير ودية للغاية بسرعة كبيرة لحل المشكلات المعقدة جداً”.

وأوضح إن فرقًا صغيرة من المبرمجين ومختصي البيانات والمحللين في مجال “الترميز في الميدان” أظهروا “قدرات مذهلة في العثور على الأشخاص موضع الاهتمام ومعرفة من هم وأين هم وماذا يفعلون وما هي نواياهم”.

ثم أظهر العرض التقديمي صورة لحجاج تجمعوا في حرم خارجي من المسجد الحرام في مكة المكرمة، أقدس مكان في الإسلام وموقع الكعبة المشرفة.

ويبدو أن الصورة كانت مخزنة على أحد مواقع التصوير الفوتوغرافي وقد تم التقاطها خلال موسم الحج في يناير 2017 وجرى تعديلها بإضافة دائرة صفراء لإبراز وجه رجل وسط الحشد.

أهداف بحكم الأمر الواقع

وأثار استخدام الصورة المخاوف بين منظمات الدعوة الإسلامية والخبراء القانونيين بشأن تقنيات المراقبة، حيث قال إدوارد ميتشل، النائب الوطني لمدير مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) إن هناك تاريخًا طويلاً من تصوير المسلمين على أنهم تهديد في مواد التدريب والعروض الحكومية.

وأضاف:” لا ينبغي استخدام المسلمين كمثال تجسيدي لكيفية نشر التكنولوجيا الحكومية، هذا ينطبق بشكل خاص على المسلمين الذين يمارسون العبادة أثناء الحج”.

وأشارت آشلي جورسكي، كبيرة المحامين في مشروع الأمن القومي التابع لاتحاد الحريات المدنية إلى أن تقنية التعرف على الوجه تشكل تهديداً كبيراً للخصوصية والحريات المدنية، مؤكدةً على حقوق الناس في الصلاة والعبادة بحرية دون القلق من تعقبهم من قبل الحكومة.

وتابعت:” هذا مثال آخر على كيفية ترويج وكالات الاستخبارات الأمريكية لأجهزة المراقبة كأدوات لتعقب المجتمعات الدينية والسيطرة عليها حتى في الخارج”.

التعلم الالي

ووصف روش الكيفية التي كانت الوكالة تستخدم فيها الذكاء الاصطناعي لجمع البيانات ومعالجتها، قائلاً:” نحن نقوم بالتعلم الآلي لأن مهمتنا هي البشر.. لذلك نحن نأخذ قواعد البيانات الموجودة عنك بالفعل، البيانات المنظمة وغير المهيكلة وبعض البيانات التي يتم إنشاؤها، ونقوم بتجميع تلك البيانات بسرعة كبيرة في بيئة سحابية لإنشاء توقيع رقمي”.

من ناحيتها، قالت تيريزا كارلسون، التي كانت مسؤولة تنفيذية كبيرة في AWS عندما قدم روش العرض، إنه سيتحدث عن كيفية قيام الشركة “بتمكين وكالة المخابرات المركزية للحفاظ على وضعها الأمني وزيادة وتيرة الابتكار للبقاء متقدمًة بخطوة واحدة على العدو في جميع الأوقات”.

من جهتها، ذكرت جمانة موسى، مديرة مركز التعديل الرابع في الجمعية الوطنية لمحامي الدفاع الجنائي (NACDL)، التي تقدم المشورة للمحامين في القضايا التي تنطوي على أدوات مراقبة جديدة، إن العرض التقديمي سلط الضوء على أسئلة حول كيفية استخدام التكنولوجيا خارج حدود الولايات المتحدة حيث لا توجد تدابير حماية دستورية.

أما كلير غارفي، محامية الخصوصية التي تعمل في NACDL، فقالت أن امتلاك القدرة على مسح وجوه حشد من مائة ألف شخص أو أكثر وتحديد كينونتهم ليس بالأمر العادي، مضيفةً أنه “ليس من المستغرب أن ترى وكالة المخابرات المركزية في ذلك آلية مراقبة فعالة للغاية”.

وكان عالم المستقبل الألماني جيرد ليونارد قد أكد أنه “يجب أن يظل الازدهار البشري هو الهدف الأساسي للتقدم التكنولوجي في خدمة المستقبل الإنساني”، موضحاً أن الآلات لن تتولى زمام الأمور”.

وخلال الشهر الماضي، وقع العشرات من خبراء الذكاء الاصطناعي بيانًا عامًا يحذرون فيه من التهديد الوجودي للتكنولوجيا سريعة التطور على البشر، حيث أظهر مركز أمان الذكاء الاصطناعي، الذي نشر البيان، أن من أبرز تلك المخاطر التسليح واستخدام التكنولوجيا لفرض قيم ضيقة من خلال المراقبة والرقابة القمعية، فيما قال خبراء آخرون في منظمة العفو الدولية إن المخاوف بشأن التكنولوجيا مبالغ فيها.

مقالات ذات صلة