تقديرات إسرائيلية تفيد بأن استشهاد السنوار سيعقد الحرب في غزة ولن ينهيها

يعتقد محللون من داخل دولة الاحتلال أنه من غير المرجح أن يسهم استشهاد يحيى السنوار في إنهاء الحرب على غزة، بل توقعوا أن يسهم ذلك في تعريض أسرى الاحتلال الـ 101 المحتجزين في القطاع لخطر أكبر.

وكانت تكهنات قد سرت وأفادت بأن استشهاد قادة حماس وفر فرصة لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، تحت الضغط الأمريكي، لإعلان النصر، وإبرام اتفاق وقف إطلاق النار وإعادة الأسرى.

لكن الصحفي والمحلل الإسرائيلي ميرون رابوبورت قال لموقع ميدل إيست آي أن هذا ربما كان ممكناً قبل عدة أشهر، لكن الحرب على غزة تغيرت الآن حيث “لم يعد القضاء على حماس وإعادة الأسرى هدف الحرب في الآونة الأخيرة”.

وأضاف أن “الهدف هو تغيير حدود قطاع غزة والقضاء على القومية الفلسطينية في غزة ونقل أكبر عدد ممكن من الناس منه”.

وعلى مدى الأسبوعين الماضيين، أمرت قوات الاحتلال مئات الآلاف من الفلسطينيين بمغادرة شمال غزة، وقطعت المساعدات عن دخول المنطقة، وشنت هجوماً جديداً على الباقين هناك.

ويقول محللون مثل رابوبورت أن جيش الاحتلال ينفذ “خطة الجنرال” المثيرة للجدل، والمعروفة أيضًا باسم خطة آيلاند، والتي تدعو إلى التطهير العرقي لشمال غزة. 

وقال رابوبورت أنه قد يكون من المستحيل إيقاف جيش الاحتلال، حتى لو أراد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنهاء الحرب الآن. 

“الطريق للعودة من هذه الحرب معقد للغاية، لقد تطورت ديناميكية سيجد الجيش نفسه صعوبة في إيقافها” – ميرون رابوبورت، صحفي إسرائيلي 

وإلى جانب أجزاء من الجيش، فإن الشخصيات اليمينية القوية في حكومة نتنياهو “سترغب في استكمال الخطة الأكبر فيما يتعلق بغزة”. 

وقالت حماس يوم الجمعة أنه لن يصار إلى إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين قبل أ تنتهي الحرب وتنسحب إسرائيل من غزة. 

لكن الخبراء أوضحوا لميدل إيست آي أن “خطة الجنرال” ستترك شمال غزة تحت الاحتلال الإسرائيلي إلى أجل غير مسمى.

وفي مقال له في صحيفة ذا ماركر، حلل أفي بار إيلي التصريحات التي أدلى بها نتنياهو بعد استشهاد السنوار مثل “المهمة التي تنتظرنا لم تكتمل بعد” وأن “هذه هي بداية اليوم بعد حماس” معبراً عن قناعته بأن غياب السنوار لن ينهي الحرب.

وكتب بار إيلي: “القضاء ليس سوى مرحلة واحدة في الحملة التي لا يزال مستقبلها أمامنا”.

وتبرز أسئلة أساسية حول من هو الذي سيتفاوض معه الاحتلال الآن، وما هو الموقف البديل وموقف قيادة حماس بأكملها تجاه هذه المحادثات، وما إذا كان خليفة السنوار الذي لم يتم تسميته بعد قادراً على تسليم الأسرى.

وكتب الصحفي جوناثان ليز في صحيفة هآرتس يوم الجمعة: “ليس من الواضح ما إذا كان الزعيم الجديد قادراً على الوصول إلى جميع الأسرى وآسريهم، وتحديد ما سيتم فعله بهم ومنع الفوضى”.

وذكر مراسل صحيفة إسرائيل اليوم شاهار كليمان أنه في حين لم يكن من الواضح كيف ستتعامل حماس مع المفاوضات للمضي قدماً، فإن صفقة الأسرى تعتمد على حكومة نتنياهو.

وكتب كليمان: “في النهاية، يعتمد القرار على حكومة نتنياهو، هناك، كما نعلم، وزراء يعارضون كل صفقة تقريباً، حتى تلك التي تمت في نوفمبر/تشرين الثاني”.

ويوم الجمعة قال زفيكا حايموفيتش وهو مسؤول كبير سابق في سلاح الجو الإسرائيلي أن استشهاد السنوار أثار من الأسئلة أكثر مما كان عليه أن يجيب عنها، بما في ذلك ما إذا كان الهجوم على إيران ضرورياً الآن وما إذا كانت ظروف بقاء 101 رهينة في غزة ستتحسن.

وتعتقد عائلات الأسرى أن الإجابة على ذلك هي “لا” واضحة، وطالبوا بالدفع بالصفقة إلى الأمام بسرعة، معربين عن “قلقهم الشديد” على أقاربهم.

وقالت عيناف زانغاوكر، والدة أحد الأسرى، لصحيفة إسرائيل اليوم: “لقد أغلقنا الحساب مع القاتل الجماعي السنوار، ولكن الآن، أكثر من أي وقت مضى، أصبحت حياة ابني ماتان والرهائن الآخرين في خطر ملموس”.

وأضافت: “نتنياهو، لا تقم بتوظيف الأسرى، اخرج الآن إلى الوسطاء والجمهور واعرض مبادرة إسرائيلية جديدة”.

وقال رابوبورت أ إنهاء القتال وإعادة الرهائن كان في أيدي إسرائيل منذ يناير/كانون الثاني، وأضاف أن حماس كانت ستوافق “منذ فترة طويلة” على إعادة الأسرى مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين ووقف إطلاق النار.

وأضاف: “لكنني أعتقد أن ديناميكيات الحرب المستمرة، سواء في غزة أو في لبنان وإيران، تسحر نتنياهو وتسحر الجيش أيضاً طالما لم يحدث انهيار اقتصادي”.

وختم بالقول: “ربما وصلنا إلى نقطة حيث يقول نتنياهو أن هذه هي الطريقة التي ينبغي لنا أن نعيش بها”.

مقالات ذات صلة