“السجن الأحمر”.. معتقلين مازالوا عالقين في زنازين تحت الأرض بسجن صيدنايا في سوريا

سقط سجن صيدنايا، المعروف باسم “المسلخ البشري” في سوريا، في أيدي الثوار يوم السبت مع انتهاء حكم بشار الأسد، وتمكن مقاتلو المعارضة السورية من تحرير مئات المعتقلين الذين كانوا بداخله، بمن فيهم النساء والأطفال الصغار، غير أنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى زنازين تحت الأرض بعد.

وقال الثوار بعد وقت قصير من الاستيلاء على المنشأة سيئة السمعة: “نحتفل مع الشعب السوري بخبر تحرير أسرانا وكسر قيودهم وإعلان نهاية عصر الظلم في سجن صيدنايا”.

وأظهرت لقطات من السجن الثوار وهم يكسرون الأبواب ويخبرون الأسرى أنهم أحرار، في حين شوهد الآلاف وهم يغادرون السجن الذي أمضى العديد منهم فيه عدة سنوات وسط هتافات الناس.

وفي حين أظهرت بعض اللقطات مشاهد للفرح، أظهرت مقاطع أخرى الأسرى وهم في حيرة من أمرهم بشأن ما كان يحدث.

وأظهر أحد مقاطع الفيديو نساء يبذلن الجهد لاستيعاب ما كان الثوار يخبرونهن به، دون أن يقتنعن بأنهن بتن حرات في المغادرة، بينما شوهد طفل واحد على الأقل يخرج من زنزانة السجن.

وفي أحد المقاطع سُمع صوت أحد الرجال يقول لأسيرة: “أنت حرة الآن، اذهبي إلى منزلك”، وسمع آخر وهو يشرح: “لقد رحل، بشار الأسد رحل، يمكنك المغادرة”.

وقالت مجموعة من المعتقلين الذين جرى تحريرهم إنهم كان من المقرر إعدامهم في اليوم الذي استولى فيه الثوار على السجن.

وشوهدت حافلات تنقل الأسرى حيث استقبلتهم حشود كبيرة وسط إطلاق نار احتفالي، لكن الفرحة لم تكتمل، حيث قال الثوار إنهم تمكنوا فقط من فتح زنازين السجن فوق الأرض في صيدنايا.

وقال عمر سعود، وهو ناشط محلي، في مقطع فيديو من موقع السجن: “هناك ثلاثة طوابق تحت الأرض، يوجد سجن يُعرف بالسجن الأحمر، لم يُفتح بعد”.

وأضاف: “إنهم غير قادرين على فتحه لأن ذلك يتطلب آلية معينة، والجنود والضباط الذين كانوا هنا غادروا”.

ودعا سعود الدفاع المدني السوري إلى التعامل مع الموقف وطلب عمليات الحفر أو إزالة الألغام لإخراج الأسرى.

وكان سجن صيدنايا في سوريا معروفًا باسم “المسلخ البشري” من قبل السوريين ومنظمات حقوق الإنسان.

وفي تقرير صدر عام 2017، خلصت منظمة العفو الدولية إلى أن “انتهاكات السلطات السورية في صيدنايا ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية”.

وقالت منظمة حقوق الإنسان: “لقد ارتُكبت جرائم القتل والتعذيب والاخفاء القسري والإبادة في صيدنايا بشكل واسع النطاق ومنهجيًا منذ عام 2011 كجزء من الاعتداء على المدنيين لتعزيز سطوة الدولة”.

ولم يتمكن أحد الرجال المفرج عنهم من صيدنايا من التحدث عندما سأله الناس من هو ويبدو أنه لا يتذكر هويته.

ولا يزال السوريون واللبنانيون والفلسطينيون ينتظرون المزيد من الأخبار عن المعتقلين المفرج عنهم في صيدنايا وسجون سورية أخرى، على أمل سماع أخبار عن أحبائهم المفقودين.

مقالات ذات صلة