عرض تقرير لشبكة بي بي سي صوراً التقطتها الأقمار الصناعية تظهر قيام قوات الاحتلال بتعبيد طريق جديد يمتد على طول حدود غزة مع مصر، والمعروف باسم ممر فيلادلفيا.
وتظهر مقاطع الصور والفيديو، التي تم التقاطها بين 26 أغسطس/آب و5 سبتمبر/أيلول، وتم تحليلها من قبل برنامج التحقق من صحة البيانات التابع لهيئة الإذاعة البريطانية، طبقة جديدة من الأسفلت على طول جزء من الطريق يمتد لمسافة 6.4 كيلومتراً من الساحل إلى الداخل على طول السياج الحدودي.
ويشير بناء الطريق في المنطقة العازلة، الذي أصبح نقطة محورية في مفاوضات وقف إطلاق النار، إلى أن قوات الاحتلال لا تنوي الانسحاب من المنطقة في أي وقت قريب.
وتم تداول مقاطع فيديو على الإنترنت يوم الأربعاء تظهر مركبات البناء وهي تقوم بتعبيد طبقة جديدة من الأسفلت على طول الممر.
وقد برز هذا الشريط المهم استراتيجياً كنقطة خلاف رئيسية في محادثات وقف إطلاق النار بين دولة الاحتلال وحماس التي ترفض أي وجود للاحتلال، في حين أصر رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو على أنه بموجب اتفاق الهدنة، لن يكون هناك انسحاب إسرائيلي من ممري فيلادلفيا ونتساريم.
وأقيم ممر فيلادلفيا منذ أكثر من أربعة عقود، وتم الحفاظ عليه على أساس اتفاقين ثنائيين بين مصر وإسرائيل، في حين يقطع ممر نتساريم وسط غزة، وقد أنشأته قوات الاحتلال في الأشهر الأخيرة لمراقبة الفلسطينيين.
ورفضت الفصائل الفلسطينية بشدة مطالب الاحتلال بالحفاظ على وجود عسكري في الممرين، معتبرة أن نتنياهو أضاف هذه المطالب من أجل إفشال المفاوضات.
وكان نتنياهو قد قال في مؤتمر صحفي في القدس في 2 سبتمبر/أيلول أن “محور الشر يحتاج إلى ممر فيلادلفيا، ولهذا السبب، يجب علينا السيطرة على هذا الممر”.
وفي مقابلة بثتها قناة 12 الإخبارية الإسرائيلية يوم السبت، اتهم رئيس جهاز الأمن الإسرائيلي السابق، نداف أرجمان، نتنياهو بالمبالغة في أهمية الحفاظ على السيطرة على ممر فيلادلفيا.
وقال أرجمان أن إصرار نتنياهو على وجود عسكري في المنطقة العازلة يهدف فقط إلى إبقاء حكومته في السلطة.
وأوضح أرجمان، الذي ترأس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي بين عامي 2016 و2021: “لا توجد صلة بين الأسلحة الموجودة في غزة وممر فيلادلفيا، وعندما يتحدث نتنياهو عن البقاء في ممر فيلادلفيا، فهو يعرف جيداً أنه لا توجد عمليات تهريب عبر ممر فيلادلفيا، لذلك نحن الآن محصورون في العيش مع هذا الخيال”.