ميدل إيست آي: مصر تريد وجود قوات أمريكية في غزة كجزء من مهمة حفظ السلام

أكد مسؤولان مصريان تحدثا إلى موقع ميدل إيست آي بأن مصر ابلغت الولايات المتحدة بالحاجة إلى الانتشار في غزة في حال أصبحت القوة الدولية لحفظ السلام التي تتصورها خطة الرئيس دونالد ترامب لوقف إطلاق النار حقيقة واقعة.

وقد أخبر مسؤولون مصريون كبار نظراءهم الأمريكيين بأنهم يريدون أن تكون قوة تحقيق الاستقرار الدولية، المبينة في خطة ترامب للسلام المكونة من 20 نقطة، على غرار القوة والمراقبين متعددي الجنسيات (MFO) التي انتشرت في سيناء بعد إعادة شبه الجزيرة إلى مصر من إسرائيل في عام 1982، والتي تتولى الولايات المتحدة قيادتها منذ إنشائها.

الولايات المتحدة تستعد لوصول المزيد من القوات إلى المنطقة، فقد أدرجت خطة ترامب الأردن ومصر كشركاء أمنيين رئيسيين في غزة

وتنص خطة ترامب على تشكيل قوة دولية مكونة من دول عربية وإسلامية لتأمين غزة مع انسحاب إسرائيل، ومن المقرر أن تلعب مصر، الدولة العربية الوحيدة المتاخمة لغزة، دوراً رئيسياً في القوة، فهي موطن لأكبر جيش في العالم العربي، كما ترتبط المخابرات العسكرية المصرية بعلاقات مع الجناح المسلح لحركة حماس، كتائب القسام.  

وكان موقع ميدل إيست آي قد ذكر في وقت سابق بأن حماس تريد نشر قوات تركية في غزة لضمان وقف إطلاق النار، لكن مسؤولين عرب ومسؤول أمريكي كبير سابق قالوا بأن إسرائيل تعترض على الوجود التركي.

ومن المرجح أن يتم اختبار الطلب المصري، الذي تم الإعلان عنه إشباعاً لرغبة ترامب في ترك بصمة عسكرية أعمق في غزة، وهناك بعض الدلائل على أن الولايات المتحدة تستعد بالفعل لتواجد عسكري أكبر في جوار إسرائيل.

في حديثه لميدل إيست آي، أشار المسؤول العربي إلى أن أفراد الجيش الأمريكي في قاعدة العديد الجوية في قطر سوف ينتقلون إلى الأردن خلال الأشهر المقبلة، حيث ينتمي هؤلاء الأفراد العسكريون إلى فرق تقييم المخاطر والأمن ويديرون الأمن بشكل فعال في القاعدة العسكرية الأمريكية.

وفي تصريحات لميدل إيست آي، فقد رأى عدد من المسؤولين العرب والأمريكيين بأن هذه الخطوة قد تشير إلى أن الولايات المتحدة تستعد لوصول المزيد من القوات إلى المنطقة، فقد أدرجت خطة ترامب الأردن ومصر كشركاء أمنيين رئيسيين في غزة.

إن نشر القوات الأمريكية في غزة هو مجرد واحدة من العديد من النقاط الحساسة التي يتعين على المفاوضين المجتمعين في منتجع شرم الشيخ المصري هذا الأسبوع أن يتناولوها لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة مع مرور عامين، فقد غضبت الدول العربية والإسلامية عندما كشف ترامب عن خطته الأسبوع الماضي، فرغم اعترافه باثنين من مطالبهم الرئيسية وهي إنهاء الحرب بشكل دائم ووقف التهجير القسري من غزة، فإنه لم يلتزم بإقامة دولة فلسطينية وترك المجال لإسرائيل لوقف انسحابها من غزة.

وقد أفاد موقع ميدل إيست آي بأن مصر شعرت بالانزعاج بشكل خاص من استهانة ترامب بدور السلطة الفلسطينية، لكن شركاء الولايات المتحدة العرب والمسلمين يدعمون الخطة، رغم التأكيد على أن هناك الكثير من الأمور التي لا تزال قيد المناقشة هذا الأسبوع في مصر.

دعا ترامب الوسطاء إلى “التحرك بسرعة” للتوصل إلى اتفاق بعد أن رحب برد حماس على اقتراحه كمسار للتوصل إلى اتفاق، حيث قال مسؤولون عرب لموقع ميدل إيست آي، بأن مسؤولين من حماس ومصر وقطر وتركيا وأمريكا وإسرائيل يشاركون في المحادثات.

وتدعو الخطة إلى إطلاق سراح سريع لجميع الأسرى الإسرائيليين المتبقين في غزة مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين.

يذكر أن كلاً من حماس وإسرائيل قامتا بتنظيم عمليات تبادل للأسرى من قبل، بما في ذلك خلال وقف إطلاق النار في يناير الماضي والذي انهار بعد شهرين عندما استأنفت إسرائيل مهاجمة غزة من جانب واحد.

إذا سارت الأمور وفقاً للخطة هذه المرة، فإن المرحلة الأولى من الصفقة، وهي إطلاق سراح الأسرى، ستنتهي خلال 72 ساعة، رغم أن المحللين يحذرون من أن حماس قد تستغرق وقتاً أطول لتحديد مكان الأسرى الأحياء والأموات.

“إنهم يريدون أن تشارك الولايات المتحدة في أي عملية لنزع السلاح، ولكن أنا لا أرى أن هذه الإدارة مهتمة بوجود قوات دائمة تشارك في عمليات حفظ السلام، بل يفضلون قصف مكان ما والخروج منه” – ريكاردو فابياني- مدير مشروع شمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية

من بين النقاط الشائكة الرئيسية في المحادثات الجدول الزمني للانسحاب الإسرائيلي، فخطة ترامب لا تحدد موعداً نهائياً محدداً وتترك لإسرائيل مساحة للبقاء في عمق غزة.

قال مسؤولون عرب لميدل إيست آي بأن كلاً من مصر وقطر وتركيا تضغط من أجل الانسحاب الكامل، ومن المتوقع أن تصر حماس على انسحاب إسرائيل إلى منطقة عازلة ضيقة حول غزة قبل مغادرة القطاع بالكامل، فالزعماء العرب الذين من المتوقع أن تشارك جيوشهم في قوة حفظ السلام الدولية لا يريدون أن يحتك جنودهم بالإسرائيليين بين أنقاض غزة، كما أنهم لا يريدون أن يُنظر إليهم على أنهم يوفرون غطاءً لإسرائيل إذا استأنفت مهاجمة غزة من جانب واحد.

من ناحية أخرى، فقد أوضح مسؤولون عرب لموقع ميدل إيست آي بأن مصر، التي من المرجح أن تساهم بالجزء الأكبر من جنودها، تشعر بالقلق بشكل خاص.

في حديثها لميدل إيست آي، أوضحت رئيسة برنامج مصر التابع لمعهد الشرق الأوسط في القاهرة، ميريت مبروك: “بالنسبة للمصريين، فإن الوجود الأمريكي سيمثل التزاماً فعلياً بالخطة من حيث القيمة الحقيقية ومن حيث القوات والأموال، وسيُنظر إليه على أنه جزء من اللعبة وتجسيد ملموس للدعم الأمريكي وربما حافزاً لإسرائيل للحد من الانتهاكات”.

وأضافت: “رغم أن الهجوم على الدوحة قد أثبت بأن الوجود الأمريكي ليس ضماناً تلقائياً ضد العدوان الإسرائيلي”، في إشارة إلى الهجوم الإسرائيلي على العاصمة القطرية في سبتمبر الماضي”.

وتجري المخابرات المصرية محادثات مع الجناح العسكري لحركة حماس حول نزع السلاح، وهو ما تنص عليه خطة ترامب، فقد أوضح أحد المسؤولين العرب المطلعين على المحادثات لموقع ميدل إيست آي بأن الأمر “صعب”، وهناك عدة خيارات، بما فيها تسليم حماس أسلحتها مباشرة إلى مصر وتخزينها، فيما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال بأن حماس تريد الاحتفاظ بأسلحتها الصغيرة التي تعتبرها دفاعية.

من جانبه، أوضح مدير مشروع شمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، ريكاردو فابياني، لميدل إيست آي، بأنه بالإضافة إلى “احتواء إسرائيل”، تريد مصر أن تكون القوات الأمريكية على الأرض قادرة على التحقق من تسليم الأسلحة والتي يمكن أن تستخدمها إسرائيل كاستفزاز لاستئناف الهجمات.

قال فابياني: “إنهم يريدون أن تشارك الولايات المتحدة في أي عملية لنزع السلاح، ولكن أنا لا أرى أن هذه الإدارة مهتمة بوجود قوات دائمة تشارك في عمليات حفظ السلام، بل يفضلون قصف مكان ما والخروج منه”.

وتستبعد خطة ترامب حكم حماس لغزة، حيث تدعو الخطة إلى تشكيل “مجلس سلام” بقيادة ترامب ليحكم القطاع إلى جانب تكنوقراط فلسطينيين.

للاطلاع على النص الأصلي من (هنا)

مقالات ذات صلة