تلقت وسائل إعلام عديدة على مدار الأيام الماضية خبراً موحداً من مصادر إسرائيلية يفيد بأن قطر طلبت من حركة حماس مغادرة الدوحة في ظل تعثر محادثات وقف إطلاق النار في غزة.
وتجدد نشر المعلومات حول القضية مع ظهور تقارير جديدة تفيد بن قادة الحركة الفلسطينية سينتقلون من قطر إلى تركيا.
ونفت قطر رسمياً إغلاق المكتب السياسي لحماس في الدوحة، رغم أن هذا لم يمنع انتشار رواية مفادها أن تركيا ستصبح القاعدة الرئيسية لعمليات حماس خارج فلسطين.
ويعتبر المسؤولون في أنقرة توقيت نشر هذه الأخبار مربكاً ومريباً، حيث أكد مسؤولون في وزارة الخارجية التركية مراراً وتكراراً هذا الأسبوع أن أعضاء حماس كانوا في تركيا منذ أرسلتهم إسرائيل إلى هناك كجزء من صفقة تبادل الأسرى جلعاد شاليط في عام 2011.
ولفتوا النظر إلى أن مسؤولي حماس الذين يعيشون في أماكن أخرى يزورون تركيا عادة لعقد اجتماعات، ويبقون أحيانًا لفترات طويلة.
من ناحية أخرى، قالت مصادر من حركة حماس لوسائل إعلام فلسطينية يوم الاثنين أن مكاتب الحركة لن تنقل إلى أي مكان.
ويعتقد بيلجيهان أوزتورك، الخبير الإقليمي في مركز سيتا التركي للأبحاث والدراسات ومقره أنقرة تزامن انتشار التقارير الإسرائيلية مع إعادة انتخاب دونالد ترامب وإعلان حكومته الداعمة بقوة لإسرائيل لم يكن وليد الصدفة.
وقال أوزتورك لموقع ميدل إيست آي أن توقيت صدور هذه التقارير قد يكون محاولة لعكس العلاقة الإيجابية بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وترامب من خلال تصوير تركيا على أنها الراعي الرئيسي لحماس.
وذكرت مصادر مطلعة متعددة أن الاحتلال ربما يعمل على دفع إدارة بايدن إلى تكثيف الضغوط على حماس وإعداد الأرض لترامب لاتخاذ موقف أكثر عدوانية ضد الحركة الفلسطينية.
ولسنوات عدة، غضت واشنطن الطرف عن وجود حماس في تركيا.
ولكن منذ الهجوم الذي قادته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على بعض الأفراد والشركات في تركيا بسبب علاقاتهم المزعومة مع الحركة.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية يوم الاثنين أن واشنطن ستوضح لتركيا، كما فعلت مع دول أخرى، أنه لا يمكن أن يكون هناك “عمل كالمعتاد” مع حماس.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية مات ميلر خلال إفادة يومية: “عدد من هؤلاء متهمون من قبل الولايات المتحدة، ونحن نعتقد أنه ينبغي تسليمهم إليها”.
وفي المقابل، قد تسعى تركيا إلى إيجاد سبل لحماية نفسها من مثل هذه الضغوط.
فخلال الأسبوع الجاري، أفاد موقع الأنباء الإسرائيلي “والا” أن رونين بار، رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية الإسرائيلي “الشاباك”، سافر سراً إلى تركيا يوم السبت للقاء رئيس الاستخبارات التركية إبراهيم كالين.
وأعرب مصدر في أنقرة عن شكوكه في أن تتولى تركيا دور قطر في الوساطة بين إسرائيل وحماس، مستشهداً بالعلاقة السيئة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأردوغان.
لكن المصدر أشار إلى أنه من خلال تسريب تفاصيل الاجتماع بين الاستخبارات التركية والإسرائيلية في وقت من التدقيق المتزايد بشأن وجود حماس في تركيا، ربما تؤكد أنقرة من خلاله على موقفها الفريد حيث تستطيع استضافة قادة حماس ومسؤولي الاستخبارات الإسرائيلية في نفس الأسبوع.
وتكهن مصدر منفصل مطلع على القضية أن تشكل مغادرة قادة حماس قطر إلى أماكن مثل إيران أو لبنان فرصة لإسرائيل لاغتيالهم، كما فعلت مع صالح العاروري في لبنان في يونيو/حزيران وإسماعيل هنية في إيران في يوليو/تموز.
لكن المصادر أشارت إلى أن تركيا تزيد من تعقيد الموقف، فهي عضو في حلف شمال الأطلسي، وامتنعت إسرائيل تاريخيا عن تنفيذ عمليات اغتيال أو عمليات عسكرية تستهدف قادة حماس على أراضيها.
للإطلاع على النص الأصلي من (هنا)