تحذير من الخطر على حياة الدكتور حسام أبو صفية بعد اختطافه من قبل الجيش الإسرائيلي شمال غزة 

حذرت منظمات حقوقية من وجود “مؤشرات مثيرة للقلق” على تعرض الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان شمال غزة، للتعذيب والإساءة، بعد أن اختطفته القوات الإسرائيلية في أواخر ديسمبر الماضي. 

تفيد التقارير بأن الدكتور أبو صفية محتجز في سجن سدي تيمان الإسرائيلي والذي تتفشى فيه الانتهاكات من تعذيب وقتل واغتصاب للأسرى.

بحسب المعلومات التي حصل عليها المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، فإن الحالة الصحية للدكتور قد تدهورت بعد اعتقاله، حيث أشارت المنظمة غير الحكومية التي تتخذ من جنيف مقراً لها، في بيان إلى أن “الأورومتوسطي يحذر من الخطر الجسيم على حياة الدكتور أبو صفية، من أنماط القتل العمد والوفاة تحت التعذيب والتي تعرض لها سابقاً أطباء وعاملون آخرون في المجال الطبي”.

تشير الشهادات التي جمعها المرصد إلى أن أبو صفية قد تعرض للانتهاكات بعد أن اقتحمت القوات الإسرائيلية مستشفى كمال عدوان الذي تعرض للقصف، فقد طلب منه خلع ملابسه وتم الاعتداء الجسدي عليه وجلده بسلك غليظ.  

“حالة الدكتور أبو صفية هي واحدة من آلاف المعتقلين في غزة الذين يواجهون جريمة الاختفاء القسري، فرغم وجود أدلة واضحة على اعتقال الدكتور أبو صفية، إلا أن الاحتلال ينفي ما سبق أن صرح به، كما ينفي وجود أدلة مثل الفيديوهات والصور التي نشرها” – نادي الأسير الفلسطيني

أكد المرصد أيضاً تعرضه للإهانة أمام معتقلين آخرين ونقله إلى عدة مواقع أخرى قبل احتجازه أخيراً في سدي تيمان.

ورغم تحديد مكان احتجاز الدكتور في معتقل سدي تيمان، إلا أن إسرائيل تدعي أنه ليس لديها “مؤشر” على اعتقاله، رغم إعلان سابق عن ذلك من قبل الجيش الإسرائيلي!

لقد قدمت منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان في إسرائيل (PHR) طلباً رسمياً في وقت سابق من هذا الأسبوع نيابة عن عائلة الدكتور، ولكن الاحتلال الإسرائيلي أنكر وجوده في السجن لديهم، وذلك عبر رسالة بالبريد الإلكتروني للمنظمة الإسرائيلية جاء فيها: “بناء على البحث، ليس لدينا ما يشير إلى اعتقال أو احتجاز الشخص المطلوب”.

وعلى الجانب الآخر، فقد نقلت القناة 24 الإسرائيلية عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي بأن أبو صفية يخضع للتحقيق من قبل جهاز الأمن الداخلي “شين بيت” بسبب صلات مزعومة بحماس رغم عدم وجود أي دليل على ذلك.

من جانبه، حذر المرصد الأورومتوسطي من “التداعيات الوخيمة لإنكار إسرائيل اعتقال الدكتور أبو صفية”، معتبراً أن ذلك يعكس “تجاهلاً للمعايير القانونية الملزمة”.

تعذيب واغتصاب وقتل متعمد في سدي تيمان

لقد اعتقلت القوات الإسرائيلية آلاف الفلسطينيين منذ هجمات 7 أكتوبر عام 2023، وتم احتجاز معظمهم واستجوابهم في معتقل سدي تيمان، الذي ينتشر فيه التعذيب والاغتصاب والقتل على نطاق واسع، فقد كشفت التحقيقات التي أجرتها ميدل إيست آي وسي إن إن وصحيفة نيويورك تايمز عن وجود تلك الانتهاكات بشكل مكثف.

في بيان له مؤخراً، أشار نادي الأسير الفلسطيني إلى أن المخاطر التي تهدد مصير مدير مستشفى كمال عدوان تتزايد مع مرور الوقت، خاصة وأن إسرائيل نفت وجود محضر يثبت اعتقاله، وأضاف النادي: “حالة الدكتور أبو صفية هي واحدة من آلاف المعتقلين في غزة الذين يواجهون جريمة الاختفاء القسري، فرغم وجود أدلة واضحة على اعتقال الدكتور أبو صفية، إلا أن الاحتلال ينفي ما سبق أن صرح به، كما ينفي وجود أدلة مثل الفيديوهات والصور التي نشرها”.

على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، نشر الدكتور أبو صفية عشرات مقاطع الفيديو وأرسل نداءات إلى المجتمع الدولي للتحرك ضد الهجمات الإسرائيلية على مستشفى كمال عدوان، كما حذر مراراً من أن حياة المرضى والطواقم الطبية معرضة للخطر وسط القصف الإسرائيلي المستمر والحصار الذي يمنع دخول المساعدات والمواد الغذائية.

يذكر أنه في أواخر أكتوبر الماضي، توفي نجل أبو صفية نتيجة غارة إسرائيلية سابقة على المستشفى، وبعد شهر، أصيب الطبيب في غارة جوية إسرائيلية على مجمع المستشفى.

منذ أكتوبر عام 2023، عمل الجيش الإسرائيلي على استهداف النظام الصحي في غزة عمداً من خلال الهجمات المستمرة على المستشفيات وسيارات الإسعاف والأطباء، وقد كثفت إسرائيل هجومها على كمال عدوان وشمال غزة في أوائل أكتوبر الماضي، مع دخول ما سمي بـ “خطة الجنرالات” حيز التنفيذ، والتي بموجبها، تم اعتبار أي شخص يختار البقاء في الشمال من نشطاء حماس ويمكن أن يُقتل.

مقالات ذات صلة